اراد الرئيس نبيه بري ان يقدم النواب عيدية الى الطبقات الاجتماعية باقرار سلسلة الرتب والرواتب في الجلسة التشريعية فتبين ان كل كتلة نيابية بنية والجمال بنية . هل دفع اللبنانيون ثمن حسابات سياسية جمدت السلسلة؟
رئيس المجلس بذل جهودا كبيرا لانضاج صيغة توافقية تنصف المواطن ولا ترهق المالية واصر على فرض السلسلة وربط فيها عمل المجلس وثبتها ممرا اجباريا للتشريع، عارض حلفاؤه في 8 اذار ولم يلب ما اراد الرئيس فؤاد السنيورة ولا طلب صديقه النائب وليد جنبلاط بعدم ادراج هذا البند وطحش بالسلسة لكن اعتراضات اطاحت بالمشروع.
الرئيس بري وفى بوعده لكن من عطل ولماذا ؟ هل لقطع الطريق على انجاز كاد يسجل لاتفاق حصل بين الوزير علي حسن خليل والنائب جورج عدوان ؟
وزير المالية انجز مشروعا متوازنا واعد سلسلة اصلاحات ضريبية ترتبط بالتحسن العقاري والضرائب على المصارف والشركات الكبرى والفوائد ولم تطل ذوي الدخل المحدود .
لم يسبق ان حققت وزارة المالية انجازا اصلاحيا شاملا كما في مشروع الوزير خليل من الدرجات للاساتذة الى الدوام والمعاشات التقاعدية، ما بقي من ثغرات حول مطالب التعليم الثانوي او الخاص كان مطروحا للنقاش لكن الملاحظات الجوهرية فقط تتعلق بالقطاع العسكري.
الالتزام واضح هنا بدعم المؤسسات العسكرية دون تشويش ولا ارباك، احيلت السلسلة الى اللجان تحيطها جهوزية عالية لوزارة المالية والاقرار السريع مرتبط بالنوايا السياسية ومن هنا يتوجب على الهيئات النقابية مواصلة التحرك والضغط باتجاه بت السلسلة .
النواب انقسموا اليوم بين متحمس لاقرار الرتب والرواتب ومسرور بعودة السلسلة الى اللجان .
لم يحتج النواب لنقاش طويل كانت تحضرت له مطرقة الرئيس بري، بند السلسلة اعيد للجان لدرسه وليتدبر المعترضون امرهم مع هذه اللجان.