اجتاح السوريون لبنان اليوم، اقفلوا بأعدادهم الطرقات وتحولت صندوق الاقتراع في السفارة السورية هدف الالاف الذين اكتظت بهم شوارع العاصمة فحبسوا مئات الاف اللبنانيين لساعات على الطرقات .
قد يكون البعض مؤيدا للانتخابات السورية فيما آخرون يعارضونها، قد ينظر البعض الى هذا الاستحقاق كتحول ديموقراطي وقد يعتبره البعض الاخر تمثيليا الا ان الاكيد ان المسار الذي انطلق اليوم يخلف سلسة ملاحظات لا يمكن تجاهلها.
فمن حيث الشكل وعلى رغم زحمة السير الهائلة التي خلفها حصر الانتخابات في السفارة يبقى المشهد اكثر سيادية بالنسبة للبنان من مشاهد المبايعات والاستفتاء في السنوات الماضية قبل التبادل الديبلوماسي يوم كانت تنصب الخيم فيرقص فيها من يرقص ويدبك فيها من يدبك من اركان قوى الرابع عشر من اذار .
اما من حيث المضمون وبغض النظر عن تشكيك الغرب بالانتخابات، يبقى ان سوريا الدولة وعلى رغم ثلاث سنوات من الحرب والارهاب تنظم انتخاباتها في مواعيدها الدستورية من دون تجديد ولا تمديد ولا فراغ ولا شغور فالظروف القاهرة لا تحول دون اتمام الاستحقاق فيما لبنان الذي يتغنى في ديموقراطيته الفريدة في الشرق واستقراره الامني في منطقة مشتعلة يزيد ايام الفراغ الرئاسي فراغا من دون تبلور اي جديد او حل .
وللمفارقة فالعراق الدامي والرازح تحت الارهاب يختار مجلسه النيابي ورئيسا جديدا وسوريا الغارقة في مستنقع العنف والضغوطات الخارجية تنتخب رئيسها ومصر المتنقلة بين ثورة واخرى تنجز انتخاباتها فيما لبنان المحاط برعاية دولية وحرص على استقراره عاجز عن انتخاب رئيس .