تحولت حملة “الجرف الصامد” الى عملية النفق المسدود. اعطى نتنياهو اخيرا الامر ببدء عملية عسكرية محدودة كما يسميها لاركان تل ابيب لتدمير البنى التحتية لحماس والانفاق التي تحوي منصات الصواريخ التي تطلق باتجاه المدن والمستوطنات الاسرائيلية من دون ان تتمكن القبة الحديدية من اعتراضها بالكامل ومن دون ان يتمكن سلاح الجو الاسرائيلي من تدمير منصاتها.
اكثر من ثلاثين شهيدا غالبيتهم من المدنيين، حصيلة اليوم الاول من العملية البرية التي هدد نتنياهو بتوسيع نطاقها من دون اجتياح القطاع او اعادة احتلاله او الاطاحة بحماس التي تقف وحيدة بعدما ساوتها مصر بإسرائيل عندما طلبت من الفريقين وقف الاعتداء من الجانبين. حماس تسعى الى جر اسرائيل الى داخل غزة وتكبيدها خسائر تدفعها الى وقف العملية ووقف النار برعاية اقليمية تركية قطرية واوروبية، وليس مصرية التي لم تعد حماس تثق بتوجهاتها بعد تولي السيسي الحكم على انقاض حكم الاخوان الحلفاء الطبيعيين لحماس.
وفي لبنان تستمر المعارك العسكرية على الحدود الشرقية اللبنانية السورية بين حزب الله والنصرة، والمعارك السياسية المموهة بغطاء مالي بين السنيورة وبري على خلفية ازمة رواتب القطاع العام، من دون ان تلوح في الافق اية بوادر حلحلة لازمة يبدو انها آخذة في الاستفحال في ضوء تمسك كل طرف بمواقفه. بري يطالب بقانون يستوجب جلسة تشريعية، والمستقبل يطالب بإبرام صفقات تشمل الاحد عشر مليار دولار التي صرفتها حكوماته على مدى ست سنوات، ما يوحي بالعودة الى سياسة ربط النزاع مع حزب الله و 8 اذار، ولا سيما بعد تدهور الاوضاع في العراق وانتخاب الاسد لولاية ثالثة وتجدد المعارك في القلمون.