لم تكن المبادرة المصرية مصرية بحت، بل كانت اسرائيل شريكا وكفيلا وداعما لها، هذا ما كشفته صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية، التي قالت ان مسؤولين امنيين اسرائيليين رفيعي المستوى زاروا القاهرة قبل ايام واتفقوا مع مدير المخابرات المصرية على خطة ضرب “حماس” واجبارها على الخضوع لبنود المبادرة المصرية وفق ما اعلنته ايضا صحيفة “يديعوت احرنوت” اليوم.
اما التفصيل الاكثر وضوحا فهو ما وصفته صحيفة “معاريف” الاسرائيلية ايضا بالتحالف الشجاع القائم حاليا بين عبد الفتاح السيسي وبنيامين نتنياهو الذي يعتبر السيسي حليفا ولا يرضى عنه بديلا، ويرفض اي وساطة غير وساطته، في اشارة الى الوساطات الفلسطينية والفرنسية والاممية والتركية.
هذا في المبادرة المصرية في الشكل الاسرائليية في المضمون. اما في البيال فأفكار واقترحات لا ترقى الى مرتبة المبادرة اطلقها الرئيس سعد الحريري الذي اعاد ربط النزاع مع حزب الله وعاد بخطابه الى مرحلة ما قبل الحكومة الحالية بما يشبه الخطوة الى الوراء عندما حمّل “حزب الله” مسؤولية الارهاب الواقع في لبنان من خلال قتاله في سوريا وخصوصا عندما وصف هذا القتال بالجنون.
مبادرة العماد عون التي رفضها الحريري ضمنا مع ابقاء خطوط العلاقة وعلامات الود والتواصل مفتوحة، لم يقابلها الحريري بمبادرة بديلة، بل رمى الكرة في ملعب المسيحيين عندما طالبهم بالاتفاق على رئيس للجمهورية، مستطردا انه سيباشر جولة اتصالات وتحركات للخروج من الشغور وهذا معناه ان عدم اتفاق المسيحيين على رئيس سيدفع بالمسلمين سنة وشيعة للاتفاق على رئيس طالما المسيحيون غير قادرين على انتاجه. لم يضع الحريري النقاط على الحروف بل زاد من علامات الاستفهام ونقاط التعجب.