ثلاثة تطورات ارخت بظلالها على المشهد اللبناني، انسحاب الارهابيين من عرسال ومعهم رهائن من الجيش اللبناني، عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت بعد غياب دام ثلاثة اعوام اثر اسقاط حكومته عام 2011، والحلقة الجديدة من تهجير مسيحيي الموصل وافراغ بلاد الرافدين من مكوّن اساسي وحضاري وثقافي هم السريان والاشوريين والكلدان.
الاخطر في ما يحصل في عرسال هو الغموض والالتباس والضبابية التي تطغى على التسوية السيئة والاتفاق الاسوأ الذي قضى بانسحاب الارهابيين ومعهم عناصر الجيش اللبناني رهائن، وما حصل هو ضمان امن المسلحين على حساب العسكريين على طريقة رضي القتيل ولم يرض القاتل.
التطور الثاني هو عودة الرئيس الحريري المفاجئة الى بيروت بعد ايام على مطالبة وليد جنبلاط بهذه العودة وبعد 24 ساعة على اعلان الهبة السعودية وبعد اقل من 24 ساعة على انسحاب الارهابيين من عرسال وبعد عودة الحرارة الى خط العلاقة مع العماد ميشال عون.
اما التطور الثالث الذي يتعلق بتهجير ما تبقى من مسيحيي الموصل فقد وضع الحكومة اللبناينة امام تحديات جديدة، هل تتعامل مع المهجرين العراقيين على قدم المساواة مع النازحين السوريين فتهتم بايوائهم ام تفرض قيودا على دخولهم الى لبنان على عكس ما فعلته مع السوريين؟