منذ اسبوع كانت لعرسال الاولوية والصدارة، بعد اسبوع يكاد السياسيون ينسون ان عشرين شهيدا سقطوا والعشرات عُطبوا، وثلاثين ما زالوا مخطوفين، والاخطر ان وزيرا برر التقاعس الرسمي عن استعادة زمام المبادرة في عرسال بالقول انها ليست المرة الاولى التي تفاوض فيها الدولة ارهابيين، فقد حصل ذلك في اعزاز ومعلولا، لكن فاته ان المخطوفين في اعزاز مدنيون خطفوا خارج الاراضي اللبنانية، وان راهبات سوريات خطفن في معلولا وان الخاطفين الآن عسكريون لبنانيون خطفوا على الارض اللبنانية في اعتداء مزدوج الاول على الجيش والثاني على السيادة وان اللواء عباس ابراهيم نجح في اعادة المخطوفين والمخطوفات سالمين سالمات بعد اشهر وبعد اتصالات ومفاوضات شاقة كان للعامل الاقليمي والعربي دور مساعد فيها واحيانا معرقل.
لا جديد عن العسكريين المخطوفين، والدولة منصرفة الى البحث في الهبة السعودية التي يخشى ان يكون مصيرها كمصير المليارات الثلاثة وتصبح اغنية فيروز “تعا ولا تجي”.
ومن عاليه اول اشارة جنبلاطية في الاستحقاق الرئاسي، فقد ربط النائب وليد جنبلاط بين عودة الحريري وبين تحركات محتملة قد تفضي الى مخرج ما في الاستحقاق المؤجل.
وفي دار الفتوى انتخاب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتيا جديدا للجمهورية اللبنانية خلفا للمفتي محمد رشيد قباني في انتقال سلس وهادئ للمرجعية السنية على عكس الاجواء المتوترة والصاخبة التي سبقت الانتخابات منذ اشهر والتي ساهمت اتصالات الرئيس تمام سلام في تبريدها وعودة الحريري في ترطيبها والوساطة السعودية في التخفيف من حدتها.
المفتي الجديد قال كلاما طيبا وايجابيا في العلاقة بين اللبنانيين، مسلمين مسلمين ومسلمين مسحيين، وشكّل خطابه خارطة طريق للموقف السني في مواجهة التطرف وسدا عاليا في وجه الفتنة المذهبية.
اما في العراق الذي تزداد فيه حقول القتل الطائفي والمذهبي فيبدو ان الامور ذاهبة الى ما بعد الأسوأ، داعش تقتل وتهجر وتذبح وتستبيح الحرمات والاعراض والمقدسات، والغرب متخاذل والعرب متواطؤون والامريكيون لا يتدخلون الا اذا اقتربت داعش من مصالحهم في اربيل وكردستان ولا يهمهم اذا عاش المسيحيون او ماتوا اذا بقي الازديون او انقرضوا.