IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “OTV” المسائية ليوم السبت في 30/8/2014

otv

لم يحرّك صوت أهالي العسكريين المخطوفين صمت الدولة المريب والمعيب، اختلط العجز بالضياع، والتردد بالإحجام، والحسابات السياسية بدماء الضباط والجنود، والخطوط المذهبية بالمصالح الإقليمية.

تكاد الدولة تستعطف الإرهابيين الذين يمارسون ساديتهم ووحشيتهم بإعدام العسكريين اللبنانيين الواحد تلو الآخر، وهي لا تجرؤ على انتزاع هاتف خلوي واحد من يد موقوف في سجن رومية، الذي تحوّل غرفة عمليات تعطي التعليمات وتصدر التوجيهات لأحصنة طروادة التي تتسلل الى الشمال وتزدحم في البقاع.

وفي الاشرفية، أحرق شبان علم داعش رداً على جرائم التنظيم وارتكاباته في العراق وسوريا ولبنان، ما حذا بوزير العدل أشرف ريفي الى طلب ملاحقتهم وتوقيفهم بحجة الإساءة الى الدين الإسلامي، الأمر الذي رفضه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل محذراً من اتخاذ اي إجراء قد يأخذنا الى الفتنة، والأمر الذي استدعى أيضاً من الوزير نقولا صحناوي والقيادي في التيار الوطني الحر زياد عبس رداً طلبا فيه من ريفي أن يفتش عن مكان آخر غير الاشرفية ليلعب فيه دور وزير العدل، متسائلين اين كان في 5 شباط 2005 عندما أحرق وخرّب غوغائيون أحياء من الاشرفية واعتدوا على المقدّسات والمقامات المسيحية؟.

داعش تذبح العسكريين، والوزير ريفي يلاحق شباناً أحرقوا علمها. داعش تحرق قلوب الأمهات والآباء، والوزير ريفي يعتبر حرق رايتها عملاً جرمياً. داعش تهجّر تضطهد تقتلع المسيحيين والازيديين من أرثهم، والوزير ريفي يخشى أن “تزعل” داعش بسبب حرق علمها.

داعش تقتل المسيحيين والمسلمين باسم الدين، والوزير ريفي لا يرف له جفن. داعش تدوس على العلم اللبناني والوزير ريفي يدافع عن علم داعش.

منذ أشهر أحرق متعصبون أعماهم التزمت مكتبة الأب سروج التاريخية في طرابلس، وأتت النيران على مخطوطات وكتب نفيسة ونسخ عن القرآن الكريم والإنجيل المقدّس، ولم نر المرتكبين في السجن، وما زلنا ننتظر، وبالانتظار، الاشرفية ليست طرابلس.