على الرغم من التحذيرات الامنية والخوف من الآتي وعلى الرغم مما قد يجره اعلان قيام الخلافة الاسلامية من قبل داعش في الاراضي العراقية والسورية التي احتلتها اخيرا وانهماك اللبنانيين بقراءة الحدث فان ما اعلنه العماد ميشال عون قبل 48 ساعة من الجلسة الثامنة لانتخاب رئيس للجمهورية جاء ليصوب بوصلة الاحداث السياسية اللبنانية فالمبادرة التي اطلقها بشقيها التشريعي والرئاسي تشكل مظلة الامن السياسي المطلوب في ظل الاوضاع الاقليمية والداخلية المأزومة.
العماد عون اعاد رسم قواعد الاشتباك والحوزار بطريقة فعالة فأ:د موقعه الالزامي على الصعيد الرئاسي عندما اعتبر حق تمثيل المسيحيين مسألة خارج المساومة او النزاع كما انه اقترح اجراء الانتخابات الرئاسية انطلاقا من القواعد الشعبية انما هو اقتراح جريء لم يشهد لبنان مثيلا له خصوصا وانه يعتمد على المزاج المسيحي ببعديه المسيحي والوطني .
بالنسبة لقانون الانتخاب الذي طالب به فهو شدد على المناصفة وعلى قيام كل طائفة بانتخاب نوابها وهذا تجسيد لمشروع اللقاء الارثوذكسي الموجود اصلا في مجلس النواب والذي يحاول كثيرون تجنبه او التغاضي عنه لانه سيؤدي الى وصول الممثلين الحقيقيين وللمسلمين لا ان يبقوا رهائن لدى الطوائف الاخرى ، بهذه المبادرة قطع العماد عون الطريق على التمديد لمجلس النواب وعلى الحالمين بتكرار تجربة معيدا موضعة نفسه سياسيا ورئاسيا بما يتناغم مع طبيعة الازمة العميقة التي تضرب المنطقة.