حفلت الساعات ال48 الماضية بجملة تحركات ومواقف ولقاءات لا تبشر بانتقال الوضع من الاسود الى الابيض ما خلا الارتياح الذي ابداه الرئيس نبيه بري عقب الجلسة الاولى من حوار المستقبل حزب الله، فالرئيس تمام سلام اعلن من بكركي ان الوضع غير مريح وقضية المخطوفين العسكريين تراوح مكانها وتعاني من فوضى المفاوضين وكرة الفساد تكبر وتأخذ في طريقها ما تبقى من امل في قيام دولة مضادة للفساد.
اما تكتل التغيير والاصلاح فيستغرب عدم استجابة الرئيس بري دعوة العماد عون إلى عقد جلسة عامة لتفسير المادة 24 من الدستور والسفير الاميركي دافيد هيل يعلن دعم لبنان بلدا نفطيا وغازيا ما يعني ان الاولوية في واشنطن ليست لرئاسة الجمهورية في لبنان بل للنفط، في وقت برزت مطالبة السفير السوري العلنية والصريحة بالتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري لمحاربة الارهاب في مؤشر على اتساع الهوة بين لبنان الرسمي والدولة السورية في مقاربة ملفات المتطرفين والمخطوفين والحدود في حين شكلت مشاركة نائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي في رسيتال قواتي في مقر جعجع علامة تقارب اضافية بين الرابية ومعراب، في الوقت الذي كان فيه البطريرك الراعي يعلن عن مواصفات بكركي للرئيس المقبل وابرزها ان يكون معروفا بتاريخه لكن رغم الضيق والشدة وساعات القلق ولحظات العتمة يطل ميلاد الرب نورا يبدد الشر ويطرد الحقد لينشر المحبة والتواضع.
في هذه الليلة المباركة نردد مع سمعان الشيخ الذي اوحى اليه روح القدس انه لا يموت قبل ان يرى مسيح الرب، نردد معه قائلين” الان تطلق عبدك يا سيد بسلام لان عيناي رأتا خلاصك “.