على مواعيدِ موتٍ ملَكيٍّ ورحيلِ نِصفِ السينِ عن السين.. قرّر الإرهابُ أن يحيا بينَنا.. يتسللُ فيضرِبُ الجيشَ مِن رأس بعلبك.. مات الملِكُ ولم يرَ سلاحَه وقد وصل إلى الجيشِ بثلاثةِ ملياراتِ دولارٍ زائد واحد الجيشُ قاتلَ اليومَ بمَن حَضَرَ مِنَ السلاح وخاض أعنفَ معاركِه على الإرهابِ مُستعملاً أسلحةً مِدفعيةً وطائرات لتعقّبِ الإرهابيينَ في الجرد وبحثاً عن جنودٍ فُقِدَ الاتصالُ بهم لكنْ سامَحَ اللهُ بيروقرطيةً مميتةً بين باريس والرياض وغَفر لسماسرةٍ لم يُسرّعوا صَفْقةَ السلاح.. ولو حَصلَ عليه الجيشُ لمّكنَه من حسمِ المعركةِ والدخولِ في غيرِها في غضونِ ساعاتٍ قليلة.. ولو وصلتِ الذخيرةُ لمات الواهبُ الملِكُ قريرَ السلاح.. مُطمنئاً إلى مصيرِ بلدٍ له فيه من الرعايا السياسيينَ ما يَستحقُّ المؤازرة وعلى الرّغم من العوَز اللوجستيّ فإنّ الجيشَ تَمكّن من السَّيطرةِ على تَحصيناتِه ومواقعِه وإيقاعِ قتلى في صفوفِ المهاجمين وإنْ سقط له شهداء وإذا انتَهت جولةُ اليومِ فإنّ للحدود جولات وسيحاولُ الإرهابيونَ العبورَ والتسللَ والمباغتة كلّما استطاعوا إلى الهجوم سبيلاً ما يحتّمُ تسريعَ الملياراتِ التي دخلتِ اليومَ مواسمَ الحُزن مواسِمُ لفّت المملكةَ وسْطَ مراسمِ التشييعِ والبَيعةِ مِن ملِكٍ راحل إلى ملِكٍ سيَحكُمُ بوليّينِ للعهد كما كانت آخرُ ولايةِ عبدِاللِه بنِ عبد العزيز قبلَ الوفاة فالسُّعوديةُ شيّعت عبدَاللهِ بنَ عبدِ العزيز خادمَ الحرمينِ الشريفين مهندسَ أُخوّةِ العرَب كما وصفَه أزهرُ مِصر.. والأبَ الروحيَّ لمبادرةِ السلامِ العربية كما عرّفتْه بيروتُ في قِمتِها العربيةِ عامَ الفين واثنين ودخلتِ المملكةُ منَ اليومِ عصرَ الملِكِ سَلمان الذي وصلَ الحُكمَ عن ثمانينَ عاماً وعشَراتِ الجمعياتِ الخيرية غيرَ أنّ أولَ قرارٍ خيريٍّ اتّخذَه سلمان وجاءَ مطابقًا للمواصفات قضى بعزلِ خالدِ بنِ عبدِ العزيز التُّويجري من الديوانِ الملَكيِّ وتعيينِ الأمير محمّد بن سلمان بنِ عبد العزيز لهذا المنصب ومستشاراً خاصاً للملِك وعَيّن سلمان كذلك أولَ وليٍّ لوليِّ العهدِ مِن الأحفاد هو محمّد بن نايف صاحبُ القبضةِ الأمنيةِ وفي تعيينِه تَخَطٍّ للعُرفِ المتّبعِ بأن يتسلمَ أولادُ الملِك عبد العزيز مناصبَ الفئةِ الثانيةِ مِنَ الحُكم وبوصولِ الأميرِ محمَد بن نايف يَرسُمُ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ سياسيةً تَعتمدُ الأمنَ أولويةً لها وتَمنحُه ولايةً صعبةً تتخطّى المملكةَ إلى دولِ الجوار المتفجّر أما وليُّ العهدِ فسيشغلُه أصغرُ أبناءِ الملِك عبدِ العزيز الأمير مُقرن . كلُّ العزاءِ للمملكة وشعبِها الطيّبِ بوفاةِ ملِكٍ لم يعرِفْه لبنانُ إلا بآيادٍ بِيض.. وقناةُ الجديد إذ تتقدّمُ بالعزاءِ مِن السُّعودية وناسِها.. تعلنُ الحدادَ على رحيلِ ملِكٍ مِن أهلِ الخيرِ وتتمنّى للحُكمِ الجديدِ عَهداً طيباً يسودُه سلامُ العربِ الذي سعى لتحقيقه الملك الراحل.