بين النظامِ والدُّستورِ والمحكمةِ “يوم عالمسطرة” نجحَ فيه المواطن وسقطَتِ الدولة حزامُ الأمانِ التفّ على الأكتافِ وسْطَ أحزمةِ بؤسٍ رسميةٍ تَختصرُها صورةٌ لسيارةٍ وقعت في فخِّ حُفرةٍ تُشبهُ زَلزالاً مدمِّراً في خلدة التزمَ الفوضويون النظام.. واتّبع النظاميونَ الفوضى في مجلسِ النواب.. حيث كان موعدُ الجلسةِ الثانيةِ والعِشرين بلا رئيس.. فيما المجلسُ مهدّدٌ بألا يكونَ سيدَ نفسِه بعد تلويحِ رئيسِه نبيه بري بخِيارِ حلِّه ما لم يجتمعْ في خلالِ العَقدِ العاديِّ الممتدِّ حتى الواحدِ والثلاثينَ مِن شهرِ أيارَ المقبل .
عصا بري الغليظةُ قد لا تعلّمُ على جنبِ أعضاءِ المجلسِ الذي ما عادَ قابلاً للحساسية أو الخجلِ أو تلقّي الصَّفَعاتِ بعدما علّمَ التمديدُ الثاني على جسدِه. على نظامِ المحكمةِ الدَّوليةِ فإنّ عصا دفاعِ الجديد ضَربت اليومَ صِدقيةَ شهادةٍ استحضرَها الادعاءُ مِن سوقِ الباعةِ الدّوليين جاؤوا بها كخبيرةِ مخاطرِ الشهود وإذ بشهادتِها تتحوّلُ إلى مخاطرةٍ كبيرةٍ جازفت بها المحكمةُ حدّ ضياعِها آن ماري دي بروير وَصلت إلى المحكمةِ خبيرة.. وخرجت منزوعةَ الخِبرةِ وربما نادمةً على حضورِها العلنيِّ في محكمةٍ دَوليةٍ تحتَ وابلٍ مِنَ الرصاصِ الاستجوابيِّ الحيِّ للمحامي كريم خان فالخبيرةُ المزعومةُ أجرَت دراساتٍ تتعلقُ بضحايا العُنفِ الجنسيّ إلاّ أنها لم تتحدَّثْ الى المتضررينَ ولم تُجرِ أيَّ مقابلةٍ معَ أيٍّ من الضحايا في كلِّ الأمثلةِ التي قَدَّمَتْها سَواءٌ في كوسوفو أم في يوغوسلافيا وكينيا وأقَرَّت في خلالِ استجوابِها بأنّ تَجرِبَتَها في هذا المجال نظريةٌ وأنها لم تُقَدِّمْ أيَّ إفادةٍ في أيِّ محكمةٍ دَولية محدودة الخِبرةِ استَخدمت منصةَ الدفاعِ في المحكمةِ الدَّوليةِ لإجراءِ أولى تجارِبها في المهنة لكنّ الدفاع طرحَ أمانيَها أرضاً ليخلصَ اللبنانيونَ إلى شهودٍ تعتمدُهم المحكمةُ تارة بالتلقينِ والتواصل وطوراً بالإغراءِ المِهْنيِّ والسماحِ باستعمالِ قاعةِ غرفةِ الدرجة الأولى مسرحَ تدريبٍ لخبراءِ الدرجةِ العاشرة .
أيامُ الجديد انتهت مرحلياً تحتَ قوسِ العدالةِ الدَّوليةِ في انتظارِ الموعدِ الجديدِ في الثاني عشَرَ مِن أيارَ المقبلِ معَ شهودِ الدفاع . على المواعيدِ الإقليميةِ الدّوليةِ فإنَّ لهيبَ اليمن أنطفأ بوساطةٍ عُمانيةٍ وتسهيلٍ إيرانيٍّ وموافقةٍ أميركيةٍ واتصالاتٍ روسية لكنّ الدورَ البارزَ أُسندَ اِلى سلطنةِ عُمانَ التي قدّمت مقترحاتِ التسوية وأحدُ أبرزِ البنود إدخالُ اليمنِ ضِمنَ منظمومةِ دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ بعدما عاشَ هذا البلدُ الفقيرُ على أطرافِ الخليج من دونِ أن يَنعَمَ بخَيراتِه . وفي القاهرة حزمَ قادةُ الأمنِ العرب من خِياراتِهم نحوَ تفعيلِ الدفاعِ المشترك.. في أولى الخُطُواتِ التطبيقيةِ لمُقرراتِ القِمةِ العربية وأعلنوا أنّهم سيكونونَ بالمِرصادِ لأيِّ اعتداءٍ يَتِمُّ على دولةٍ عربية.. وتلك جبهةٌ موحّدةٌ علّها تبلغُ أولاً مسامعَ إسرائيل.