في 22 نيسان 2015، كل العناوين تصلح، ولا عنوان يفرح. كلها صالحة كمقدمة للأخبار. ولا عنوان يقدم نهاية للانتظار… في 22 نيسان 2015، هي عشية السنة الأولى على أول جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية. ولا انتخاب ولا رئيس. لأن فيتو الخارج لا يزال جاثما على أصوات الداخل، وعلى إرادات الداخل… وفي 22 نيسان، عامان على خطف الأسقفين ابراهيم واليازجي. ولا رسالة خاطف، ولا علامة حياة، ولا إشارة رجاء ولا صوت انتفاضة . وفي 22 نيسان، مئة سنة على ثلاث إبادات: إبادة مليون ونصف أرمني في تركيا. وإبادة 350 ألف سرياني بين طور عبدين وما بين النهرين. وإبادة ثلث سكان جبل لبنان، بين التجويع الخانق، وبين أعواد المشانق… ثلاث إبادات، ولا اعتراف، ولا اتهام، ولا إدانة، ولا حتى إجماع في بيروت بالذات، على حق الضحية، وعلى جرم الجلاد. حتى صارت الجريمة لدى البعض وجهة نظر. وحتى صارت المطالبة، ولو بالحداد، موضع انقسام في وطن، قرر أن ينقسم حول تاريخه، وحول حاضره، وطبعا حول المستقبل… انقسام 22 نيسان، تمدد اليوم حتى بلغ فهمنا لما حصل في اليمن. وحتى شمل علمنا بمضمون قانون السير الجديد. ففي اليمن لا يزال سؤال بلا جواب: هل انكسرت العاصفة هناك، أم انتصرت؟ وفي لبنان، هل قانون سير هذا الذي بدأ اليوم، أم صفقة طفايات وأكسسوارات ومزراب ملايين وباب للبرطيل؟