قضية ميشال سماحة قد تشكل معبرا ايجابيا، أقله على محورين:
الأول تنقية القضاء نفسه بنفسه من تأثيرات الاستقطابات السياسية والطائفية، فلا يعود يعمل بتأثير أي جهة محلية أو اقليمية، على أن تبدأ خطوة الألف ميل بإلغاء المحكمة العسكرية بما هي محكمة استثنائية عرفية لا تنتمي إلى نظامنا الديمقراطي ولا تشبهه.
المحور الثاني ان تستخدم اعترافات سماحة المصورة، للتأكيد بأن أوامر التصفيات والاغتيالات التي أفقدت لبنان خيرة رجاله، كانت تصدر مباشرة عن أحد الأسدين في سوريا.
تزامنا، نجح وليد جنبلاط في كسر حلقة الاغتيال فسلم وسلم أمانة قصر المختارة إلى تيمور.
توازيا، يبدو ان لقاء كامب دايفيد لم يقتصر على سعي الرئيس أوباما لطمأنة الخليجيين، بل تعداه إلى فتح اللعبة بين المتقاتلين في سوريا، وصولا إلى الترسيم بالنار لمعالم كيانين جيوسياسيين. من هنا تفهم عملية القضم الشرسة التي تنفذها المعارضة في الشمال، بدءا من إدلب بدعم واضح من دول كامب دايفيد وتركيا، وعملية القضم المقابلة التي ينفذها النظام بدعم من طهران و”حزب الله” في الجنوب بدءا من القلمون.
في السياق، لفت الاعلان عن قتل “أبو سياف” في سوريا على يد قوة كومندوس أميركية وأسر زوجته، فيما أسقطت تركيا طائرة حربية سورية.