لا سياسة في بيروت هذه الأيام. زوار القيادات والأقطاب، يكشفون ما لا يجرؤ هؤلاء على كشفه. ينقلون عنهم أنهم ينتظرون المسار الأميركي الإيراني. ومعلوماتهم تقول أن اتفاق واشنطن – إيران بات منجزا، لكن تعنت نتنياهو وعناده يؤخران إعلان الاتفاق، وبالتالي فعلينا أن ننتظر احتمالا من هذه: إما أن تنتفض واشنطن لكرامتها في وجه نتنياهو، وتجرؤ على السير باتفاقها مع طهران. وإما أن تتريث واشنطن، لعل انتخابات اسرائيل تطيح بالثور الهائج في تل أبيب. وإما يكون على واشنطن أن تؤجل شوقها الإيراني مرة جديدة.
ويقول زعماء لبنان سرا، أنه إذا أقدمت واشنطن صوب طهران، حلت عندنا، والرياض ستكون جاهزة للمساعدة. أما إذا أحجمت، فسنكون على موعد مع تمديد الانتظار، ومع التمديد لكل المنتظرين.
في هذه الأثناء، يتابع زعماؤنا لعبة ملء الشغور بالفراغات المناسبة. لكن المشكلة أن بعض تلك الفراغات قاتل، مثل فراغ الهواء. مثلا، فراغ الأمن في بعض المناطق، أو فراغ حسن الإدارة في المطار المهدد، أو في المرفأ المحتل والمردوم، أو فراغ التنفيعات السياسية، كما فرض أخيرا على كازينو لبنان تعويض ستين سنة عمل، لمن لم يعمل يوما واحدا. أو فراغ الفارغين أو المتفرغين لكل فراغ.
وحدهما، الجيش والمقاومة يكسران القاعدة، ويملآن الفراغ، كما يحصل في راس بعلبك.