مئة عام، والتاريخ يعيد نفسه… 1915، مجازر سيفو 2015، مجازر داعش في الحسكة… الضحية واحدة، والاشوريون شهود على الاجرام… اما المجرم فواحد بارهابه، ولو بدل اسمه الحركي من تسلط عثماني، الى بطش داعشي. في تلك الارض المنسية من قبل ساسة العالم ومصالحهم، في تلك الارض البعيدة عن ضمير المسؤولين، ثمة دماء تصرخ، علَّها تحاكي الانسانية الصماء… دماء لم تلق من يناصرها، لا في اروقة امم متحدة، ولا في زواريب جامعة عربية، ولا في غرف جمعيات ومؤسسات ما يعرف بالمجتمع الدولي! بصمت يرحلون، ويراقبهم تحالف دولي يكتفي باستعراض ارقام غاراته جوا، من دون ان تظهر فاعليتها برا… يرحلون، والعالم صامت، ربما لان “الدول الكبرى” لم تجد ان مصالحها تمس اذا اجتاح داعش الحسكة، ولو اتى اجتياحه على حساب البشر والمجتمع والحضارة والتاريخ… فهل ستستفيق الدول؟ الجواب بعيد المنال، البعض يراهن على تغيرات اميركية بعد الاتفاق النووي الايراني بعد شهر، آخرون يتحدثون عن تبدل الموقف الاوروبي مستندين الى زيارة الوفد البرلماني الفرنسي لدمشق اليوم… التحليلات كثيرة، والحقيقة واحدة: امس مسيحيو الموصل واقباط مصر، واليوم اشوريو الحسكة… والارهاب ماض في فكفكة تركيبة مجتمعية مشرقية، تحت اعين بعض الدول ورعايته.