IMLebanon

مقدّمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلثاء في 24/3/2015

newtv

ليس للكذب أرجل لكن للفضيحة أجنحة   المثل صيني.. وصاحب الاجنحة لبناني   واليمين الذي أقسمه الرئيس فؤاد السنيورة تحت قوس العدالة الدولية لم يردعه عن تقديم نفسه كمتعهد تفجير سياسي لوطن يسوّي أوضاعه بين مكوناته الوطنية   وبلغم واحد زرعه السنيورة تحت طاولة الحوار إستطاع ان يُجلس َحزب الله والمستقبل على عبوة سياسية ناسفة

هو أقسم ان يقول الحق ولا شيء غير الحق لكنه رفع الكذب الى مرتبة الطرب وتمتع بما يدلي به وان على حساب البلد

تذكّر كثيراً في الأمن .. ونسي في المال   أختص في عدم أختصاصه .. وأعلن جهله في عرينه المالي   وقدم السنيورة وقائع لا شهود أحياء عليها ..كلهم في ديار الحق ولن يخرج أحد ليدحض رواياته .. فالشهيد شهيداً .. والمرافقون تحت التراب وهو حرص في كل رواية على التأكد من أنها خالية من عوامل النقض البشري .. لذلك فالحريري أتكأ على كتفه حيث لم يراهما أحد.. وأسر له وحده ذات كتف آخر وداخل السيارة : أن حزب الله سيقتلني يا فؤاد

أخفى السنيورة تلك المعلومة الخطرة عن أجهزة الأمن والدوائر المختصة وقرر الاحتفاظ بها حتى يومنا هذا ليّهدم ما بني من التقريب بين المذاهب السياسية

تلك الواقعة التي خص الحريري صديقه الصيداوي دون غيره بها .. لم ينصحه السنيورة بتقديم شكوى حيالها لدى قيادة الحزب وهو الذي كان مطلعاً على اللقاءات التي كان يعقدها الرئيس الشهيد والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

وأقسم ان يقول الحق لكن السنيورة خرج على اللبنانيين فاقد المعرفة في بيت المال الذي أمسك به طيلة حكم الحريري كوزير للمالية   والمحكمة بعد شهادته ستحتاج الى شيخ جليل يشرح لها كيف نحول الرشوة الى درء المفاسد وهل ان السنيورة قد أستند في هذا التعبير على القاعدة الشرعية : درء المفاسد مقدّم على جلب المنافع ؟ وإذا كان هذا ما يقصده فعليه الاحتكام الى حديث الرسول : لعن الله الراشي والمرتشي

وبموجب شهادة السنيورة فإن الشهيد الحريري كان يقدم مساعدات لرستم غزالي على أعتبار ان رئيس الحكومة آنذاك كان يشغل أيضاً مناصب عدة بينها : مسؤول الاغاثة للمرتشين السوريين في لبنان

البسنا السنيورة ثوب المساعدات وقال انها لحماية اللبنانين وإذ يتضح في الشهادة نفسها انها لدرء المخاطر السياسية عن الحريري حتى يلجم السوري عنه ولا يعمل ضد مصلحته .. فما ذنب اللبنانين في هذا الامر ؟ وهل ان عليهم تحمل عبء إستسلام عهد الحريري للحاكم السوري ؟

على ان السؤال الأكثر سخونة كان عن ثروة الحريري وما إذا كانت قد تزايدت خلال ثروته في الحكم .. هنا أربك السنيورة امام فريق الدفاع وحاول تمرير الجواب بإبتسامات غالباً ما تعادي وجهه .. ونفى علمه بأمر من صلب مهامه ..ورد الامر الى مصنع الاخبار

لكن تزايد الثروة جاهرت به مجلة فوربس الشهيرة عندما أعلنت عن ثروة الحريري بعد الاغتيال وقالت إنه دخل الى الحكم بمليارين وخرج بستة عشر مليارا وسبعمئة مليون دولار

والسنيورة نفسه أكثر من يعرف هذا الرقم دولارا بدولار لأنه أجرى حصر إرث وأعفى آل الحريري من رسوم الانتقال بعد الوفاة ” درءا للمخاطر ” وأقتطاع جزء من الثروة لصالح خزينة الدولة

لا كلام عن الشهادة سوى انها تبرير بنقص الادلة لحكم فاسد شارك السوريين الفساد للبقاء على قيد السراي لكن الصدق موجود .. والكذب أختراع