على رقصِ الخناجرِ النازفة في اليمن بدأ طلائعُ القادةِ العرب بالوصولِ إلى شرْمِ الشيخ.. حيث قِمةُ الدولِ الممزّقة من العراق فسوريا وليبيا واليمن آخرِ العُنقودِ الدامي . أولُ المواكب كان للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي غادرَ عدَن مشحوناً عن طريقِ تخليصِ البضائع.. وحطّ في شرْم المصرية كنجمٍ تترصّدُه العدَساتُ متقدّماً مع شرعيتِه رأسَ جدولِ أعمالِ العرب . سيرُ القِمةِ الموعودُ بقرارٍ مِن حجمِ القوةِ العربية المشتركة لم يوقفْ مسارَ النارِ فوق اليمن حيث استمرّت غاراتُ التحالفِ فوقَ صنعاءَ وعددٍ منَ المدن فيما أطلقت السعوديةُ قصفاً صاروخياً انطلاقاً من أراضيها باتجاه صَعْدة وعلى الرّغم من تدميرِ بعض تحصيناتِهم فإنّ الحوثيين تمكّنوا من السيطرةِ على مدينةٍ مهمةٍ في محافظةِ أبْين ليضعوا أولَ موطِئِ قدمٍ لهم على بحرِ العرب بحسَبِ ما أعلنت وَكالةُ رويترز ما يعني أنّ الحوثيين قبضوا على كلِّ المداخلِ البريةِ لميناءِ عدَن آخرِ قواعدِ الرئيس منصور هادي . هذه المنافذُ شرايينُ الخليج والدولِ العربية هي مربِضُ الحدَث.. وإذا كان هناك من خطٍ أحمرَ لا يمكن تخطيه فإنّ الحوثيين بالنسبة إلى الحلفِ العربي قد تجاوزوا البحرَ الأحمر كبُروا حتى أصبحوا خَنجراً في خصرِ الخليج.. ومن جبال صَعْدةَ صاروا في العاصمةِ صنعاء ولاحقوا الرئيسَ إلى عاصمتِه الجديدة عدَن التي جاورت اليومَ العدم وصل الحوثيون إلى الحُديدة وأصبحوا على مرمى سفن.. أطلُّوا على القاعدةِ الإسرائيليةِ في إريتريا وباتت معهم إيرانُ تُطِلُّ بصواريخِها على قلبِ إسرائيل جاءَهم علي عبدالله صالح بلعبةِ الرقص على رؤوسِ الأفاعي . غريمُهم الأول الذي طاردهم في الجبال أصبح يضرِبُ بسيفِهم ويغذّي زحفَهم ويدعمُ حربَهم على الرئيس هادي.. ليس قناعةً بمبادئهم وإنما طمعاً في كرسيِّ الحكمِ مرةً أخرى وتوريثِه لنجلِه معادلةٌ معقدةٌ دفعت مِصرَ أمَّ العرب إلى أن تجد نفسَها ضدّ إيران في اليمن فقد أصبحت مصرُ محاصرةً من سينا شرقاً.. من ليبيا غرباً.. من إرتيريا وسدِّ النهضة جنوباً.. واليوم من البحرِ الأحمر وقناةِ السويس هذا الحصارُ أنتج لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي فكرةَ إنشاءِ القوةِ العربية المشتركة قبل شهرين التي تبنّاها وزراءُ الخارجية العرب وستُطرحُ غداً على قِمة رؤساء الدول وعلى الرّغم من النيران المشتعلةِ فوق اليمن فإنّ إيران التي شَعرت بأنها كسَرت التوازنات.. سوف تتّجه إلى تدبيرِ الحلِّ بالتوازي معَ صَوغِها الاتفاقَ النوويَّ الأصعبَ معَ الدول الكبرى وقد أعلن وزير ُخارجيتها محمد جواد ظريف أنّ طهران مستعدة للتسوية لكن بعد أن تهدأ نار اليمن هل العرب الذين شربوا حليب السباع ضد الحوثيين سوف تحلق أسراب طائراتهم فوق الإرهابيين من داعش والنصرة وبقية الفصائل.. ومن ثم يتوحدون ضد إسرائيل؟ هل هم قادرون على حماية قرار أبو مازن ضد نتنياهو أم إن من تعود على الخذلان.. لن يعرف طعم النصر الذي يضل طريقه إلى فلسطين المحتلة.