كل الخلافات اللبنانية في كفة، والتوافق على محاصصة بقرة الدولة في كفة أخرى. كل النزاعات والمعارك والحروب البلدية، يمكن أن تتوقف أو أن تستمر. لكن صفقات التعيينات والمحسوبيات والزبائنيات على حساب البلد، لا شيء يعطلها. فتكاد تكون وحدَها الماشية، في وطنٍ يراد لشعبه أن يساق كالماشية … فمن جهة، هناك معركة عنيفة حول نقل مقابلة تلفزيونية. سعد الحريري خرج ببيان قد يكون الأعنف ضد حزب الله… وزير الإعلام الكئيب حقق سابقة دبلوماسية بتقديمه اعتذاراً إلى سفير. سابقة لم يعرفها أي نظام من الأنظمة المتخلفة، التي لا تزال تسمي وزيراً للإعلام … وزير الاتصالات من جهته، أعرب عن خجله من الذين ينتقدون. عله يتحول بخجله هذا، مصدرَ فخر لأمته، ولمرض الاسترئاس فيها… سائقو الشاحنات اللبنانيون عالقون في الأردن… حركة الترانزيت مشلولة بانتظار رورو… قانون السير يتجه إلى السير كيفما كان، وإلى المهوار… مافيا الباصات أقوى من اتحاد الدويلات اللبنانية كلها … كل ذلك في كفة، لكن من جهة أخرى، تعيين مجلس إدارة الهيئة الاقتصادية في طرابلس في كفة أخرى. حضرت المحاصصة فأقر البند. صار لكل زعيم زلمته في المجلس. غداً يصير لكل زعيم موظفوه في المنطقة. أكثر من ألفي فرصة عمل، كان ينتظرها فقراء طرابلس، وكان يعول عليها بؤساء الشمال كي لا يصيروا إرهابيين، صارت بدءاً من الليلة في قبضة محسوبيات الزعماء. هنئياً لطرابلس. هنئياً للشمال. هنئياً للبنان… تهنئة واحدة تظل واجبة جدياً. هي تهنئة الجيش باعتقاله أحد سفاحي أبناء عرسال اليوم