إذا كانت “عاصفة الصحراء” قد غيرت خارطة المنطقة فإن “عاصفة الحزم” ترمي الى تغيير المخططات المرسومة منذ بداية عهد أوباما خلافا لما كان بدأه جورج دبليو بوش تطبيقا لشعار صيني يقول: عند كساد موسم الأرز ينبغي نبش الحقول.
التطبيق لهذا الشعار بدأ في تونس ومر بمصر وما زال في سوريا والعراق وها هو اليوم في اليمن الذي كان يعرف باسم اليمن السعيد لينقلب الى حقل نبشه إن صح التعبير علي عبدالله صالح إنفاذا للمخطط المشار إليه.
وفي رأي مطلعين أن المسألة ليست طائفية ولا مذهبية وإنما هي سياسية بامتياز بين مشروع اميركي لزرع جديد وإيراني لطي الملف النووي على قاعدة اتفاق يلغي العقوبات.
ما حصل في الساعات القليلة الماضية وما هو منتظر يدخل في سياق الضغط لاتفاق يمني يتم التفاوض عليه في الدوحة ويوقع في الرياض.
“عاصفة الحزم” انطلقت بغارات جوية سعودية عند الحدود وبلغت صنعاء تحت غطاء سياسي عربي عبر الجامعة والمؤتمر الوزاري في شرم الشيخ والذي سيتوالى في القمة يومي السبت والاحد، وأيضا بدعم أميركي وفرنسي وبريطاني لم تماشيه روسيا بدعوتها الى وقف فوري لإطلاق النار. وقد أبلغ الرئيس الروسي ذلك الى الرئيس الايراني الذي نددت حكومته بالغارات، وماشاها العراق بالدعوة الى رفض القتال ليصل الى حزب الله الذي وصف “عاصفة الحزم” بالعدوان السعودي-الاميركي خلافا لتأييد الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط للخطوة السعودية.
“عاصفة الحزم” السعودية اشتركت فيها دولة الامارات بطائرات حربية وكذلك السودان وأيضا مصر بقطع حربية بحرية في خليج عدن وسط تأكيد أميركي على الضغط لإبقاء حركة الملاحة مستمرة في مضيق باب المندب.
“عاصفة الحزم” زامنت التفاوض الاميركي-الإيراني في لوزان السويسرية والمجلس الوزاري العربي في شرم الشيخ دافعة الى واقع جديد سيفرض كلاما أميركيا-روسيا على مستقبل منطقة الشرق الاوسط سلبا إذا فشلت مفاوضات كيري-ظريف وإيجابا إذا نجحت. وفي الحال الثانية ستنحو الامور نحو مؤتمر دولي-إقليمي لإرساء الخارطة الجديدة للمنطقة.