بدأت اسرائيل اختبار شعار ” يا هلا ومرحب ” الذي اطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم وسخر فيه من قدرة الجيش الاسرائيلي المهزوز والمهزوم على تصعيد حربه عند جبهة الشمال مع لبنان . ولم يكد الخطاب ينهي جملته الاخيرة حتى تحضر العدو ونفذ سلسلة غارات وصلت للمرة الاولى الى تخوم بلدة قانا خارقا قواعد الإشتباك بصاروخين استهدفا واد بين صديقين ورشكنانيه في قضاء صور وشن غارات على محيط جبل الريحان وجبل صافي. هذه النقلة الحربية الى مناطق كانت بعيدة عن شريط النار
وان اعقبت كلام نصرالله لكنها ايضا بلغت هذا المستوى بعد يوم عسكري حام تقدم فيه حزب الله وضرب قوة اسرائيلية في كفر يوفال او إبل القمح اللبنانية المحتلة ما ادى الى مقتل الجندي باراك ايانول وجرح اثنين اخرين كما اعلن اسقاط محلقة تابعة للعدو في سماء مروحين وتقدم العدو مساء الى المناطق المحظورة يوضع في اطار تغيير قواعد الاختبار واستدراج قدرة الحزب على الرد لكون الامين العام ذهب بعيدا في قصف عدوه بالتهكم وضربه بالعبارات التي تمس بهالته العسكرية وتوقف عند ما يصل الى الحزب عبر وسطاء من ان الجيش الاسرائيلي سينتقل في قطاع غزة الى المرحلة الثالثة وهو اخرج ستة الوية سيرسلها الى جبهة لبنان وقال نصرالله ” شوفوا بمين عم بيهددونا بالالوية التعبانة المرعوبة المصدومة نفسيا المهرزومة في شمال غزة .. الوية طالعة تستريح ,هيدا حكي فاضي ,يا هلا ومرحب ,في مية الف بيزيدو شوي”
وعلى الرغم من توسيع زنار الحرب فإن الارض العسكرية لا تزال ضمن السيطرة ولم تدخل في الحرب الشاملة سواء من لبنان او بلوغا نحو البحر الاحمر. اما في غزة فلا عداد للايام .. والمئة نهار في عرفها يوازي اربعة وعشرين الف شهيد وستين الف جريجا وتظاهرات عمت مدنا اميركية وبريطانية واوروبية كانت الاكثر ضغطا على الحكومات. وفي واشنطن التي رفعت صور ” ابو عبيدة ” في التظاهرات الحاشدة بدأ التراجع السياسي عن سلم بنيامين نتناهو مع الحديث عن خلافات عميقة بينه وبين الرئيس جو بايدنو وكشف موقع “أكسيوس” أن بايدن ومسؤولين كبارا في واشنطن محبطون من رئيس الوزراء الإسرائيلي لرفضه طلبات أمريكية متعلقة بالحرب اما المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي فقال “إننا نقترب بشكل أكبر من مرحلة قد تكون أقل حدة في حرب غزة”.
والنزول عن السلالم الاسرائيلية المتهورة توضع له معايير وسقوف زمنية اذ تتحدث المعلومات عن مهل تصل الى شهر شباط بابعد تقدير او عشرة ايام لبدء المرحلة الثالية .
وستبدأ مفاعيل هذه المهل بالانعكساس على لبنان لناحية الحديث عن تطبيق القرار 1701 ومندرجاته وتقول مراجع سياسية على صلة بهذا الملف للجديد ان جولة الوسيط الاميركي اموس هوكستين جاءت بحلول مجتزأة لكنها جدية وتحمل روح التعاون وبعضها اقترح اعطاء لبنان امتارا اضافية من الخط الازرق في مقابل نقطتين استراتجيبن تحتاجهما اسرائيل
غير ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يشأ التفريط بأي من النقاط واعتبر ان نقطة” البي وان” انطلقت منها الحدود اللبنانية عام 49 ومن غير الوارد التفاوض عليها وفي اطار استكمال التفاوض قالت معلومات الجديد ان الرئيس ميقاتي سيتوجه الى دافوس غدا وقد يجتمع فيها الى وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن.