IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 2022/05/04

عند منتصف الليلة يصفر العداد إيذانا ببدء الصمت الانتخابي على مشارف انطلاق الجولة الأولى باقتراع المغتربين، وعند لحظة الصمت الانتخابي، قررت هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان الخروج من دائرة صمتها المالي، وتسليم المدعي العام التمييزي كل حسابات رجا سلامة في ثمانية مصارف.

على أن الحسابات الانتخابية تقدمت على ما عداها. وقبل “صمت العشية” تدافعت اللوائح على إعلان برامجها الانتخابية، ووزعت تشكيلاتها لخوض المعركة، ودخلت معترك الأمتار القليلة الفاصلة، مدججة بكل ما أوتيت من مواقف.

وكمن يلقي كل ذخيرته الحية قبل الصيام عن الكلام، أفرغت اللوائح برؤسائها ومرشحيها مخازن أسلحتها المتوسطة والثقيلة، من زغرتا الزاوية إلى دار السلام زحلة، مرورا ب”بيروت مدينتي”.

الحشد الانتخابي قبل السكوت عن الكلام المباح اخترق بمسيرة لأهالي ضحايا تفجير المرفأ، وفي وقفتهم الشهرية رسالة مباشرة لتحكيم الضمائر قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع، وعدم إعادة انتخاب المجرمين.

وفي مسعى لإعادة رص صفوف المعارضة وتوحيد صوت قوى التغيير في وجه لوائح السلطة، انسحبت لائحة “بيروت مدينتي” تكتيكيا من دائرة بيروت الثانية، وجيرت أصواتها لصالح لائحة “بيروت التغيير”، وأبرز مرشحيها إبراهيم منيمنة ونقيب المحامين السابق ملحم خلف، لكن هذه الخطوة شهدت على حشد قوات خاصة لخوض المعركة في دائرة بيروت الأولى، وصعودا نحو دائرة البقاع الأولى كانت مدينة زحلة ترفع شعار المواجهة بإعلان لائحة الكتلة الشعبية، التي قررت فيها رئيسة الكتلة ميريام سكاف، ضرب الأعيرة الثقيلة باتجاه القوات اللبنانية والنائب ميشال ضاهر وأحزاب السلطة، من دون تسميات.

والرشقات النارية في صندوق الخامس عشر من أيار، يوازيها انتزاع الرشقات المالية من أيادي الهواة والمتطوعين ومقدمي الخدمات، من بيروت إلى باريس. فقد علمت الجديد أن هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، تسلمت حسابات رجا سلامة من ثمانية مصارف وليس أربعة، وأنها في صدد إيداعها النائب العام التمييزي غدا ووضع حد لنزاع طال أمده، ودخلت إليه وفود فرنسية بلغت حد كسر السيادة القضائية، ودهم المصارف التي ترفض التسليم. وفي المعلومات التي حصلت عليها الجديد، أن هيئة التحقيق الخاصة ستعود بزمن تسليم حسابات سلامة إلى أول فتح الحساب، وليس عن خمس سنوات سابقة وحسب، هو قرار طوعي للهيئة، لكنها آثرت وضع حد لملف أصبح بازارا سياسيا وماليا وانتخابيا على حد سواء، وفتح صندوقا له في استحقاق أيار، مستثمرا في عامل الأخوة بين رياض ورجا سلامة، ودافعا باتجاه استقدام الجيوش القضائية الفرنسية والأوروبية للمداهمة والدخول على ملف، هو من صلاحيات القضاء اللبناني.

لم يبق متطوع محلي وأوروبي إلا وصار خبيرا ومدققا جنائيا محلفا في هذه الدائرة، التي كان لهيئة التحقيق أن تنهي فوضاها منذ اللحظات الأولى، وتقطع الطريق على منتحلي صفة الحرص على المال العام. وعلى مدى بدء النزاع، شهد هذا الملف عراضات واقتحامات وعصيان قضائي قام به القاضي جان طنوس الذي أراد اقتحام أربعة مصارف من دون المرور بقنوات هيئة التحقيق رسميا. وعلى توقيت المحتاجين انتخابيا، قالت هيئة التحقيق اليوم كلمتها، وستصبح الحسابات ابتداء من الغد في مكتب عويدات، الذي سيقطع الطريق بدوره على وفود فرنسية ذكر انها قادمة خلال ايام مقبلة.