Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 03/7/2022

 الرسالة وصلت.. لكن أحدا لا يعرف عن مسارها شيئا فالترسيم من البحر إلى القصر ملف مغلف بحزام سياسي من الكتمان الشديد.. والذي لا يتيح تفسير الحدود المائية  والحقول النفطية ويبقي على السر محفوظا في بئر من الألغاز وعلى هذا الغموض كانت ثلاث مسيرات لحزب الله تنقل رسالة خالية من الرصاص، لكنها مزودة برؤوس عابرة للسفن وتحمل إشارات متعددة الأوجه.. فهي تبلغ إسرائيل أنها قادرة على تحويل المسيرات إلى طائرات مفخخة من جهة.. وتعبر من الجهة المقابلة إلى لبنان الرسمي ليشد عضله التفاوضي ولا يهاب العقوبات، وذلك تحت مندرجات: إن لديكم قوة استخدموها وعكست مواقف حزب الله هذه المعادلة، وتحديدا بمسيرة النائب  حسن فضل الله الخطابية.. قائلا للمسؤولين اللبنانيين: أنتم تمتلكون قدرة المقاومة والحق في الثروة، وكل العوامل متوافرة، وعلى جميع المعنيين أن يبادروا إلى اتخاذ
الخطوات العملية وعدم الخوف من التهديدات والعقوبات رمى حزب الله برسالته ولم يمش..

لكن الوسيط الأميركي تحرك على خط تقديم الاحتجاج وعلمت الجديد أن  آموس هوكستين أجرى اتصالات بمسؤولين لبنانيين معنيين بملف الترسيم، وبينهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب وطلب هوكستين توضيحا لما جرى، معتبرا أن إرسال “حزب الله” للمسيرات من شأنه إيقاف جهود التفاوض وقد يؤثر على الإيجابية التي رشحت عن المحادثات الأخيرة. وفي اتصال مع “الجديد” أوضح وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أن التفاوض هو في مرحلة متقدمة جدا وآخذ في التفاؤل، ومن الآن حتى شهرين تتضح مساراته.. موضحا أن لبنان لم يتلق ردا مكتوبا لكنه متمسك بال860 كيومترا، متعرجا كان أو جالسا وبين الدفع إلى كلام إيجابي عن التفاوض البحري والتهديد الذي وجهه “حزب الله”..

أفتى رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط بمعادلة المسيرات طالما أن إسرائيل تخترق يوميا السيادة اللبنانية، قائلا “العدو مش مقصر” وهناك قواعد اللعبة التي لا ينتبه إليها بعض اللبنانيين. لكن “أنتين جنبلاط لم يستطلع حربا في الأجواء.. لا بل تحدث عن مستقبل قد يتحسن شرط الهدوء والعقلانية لاسيما في عدم وضع شروط تعجيزية على تشكيل الحكومة.

جنبلاط  الذي أهدى الرئيس نبيه بري كتابا عن سيرة حياة ونستون تشرشل، تحدث عن خروج لبنان من أجواء الحصار العربي ونسب هذا الجهد إلى رئيس مجلس النواب. وسواء بالانفتاح العربي أم بتغيير قواعد اللعبة.. فإن المسار نحو الترسيم البحري تحكمه قواعد الأسرار اللبنانية والإسرائيلية على حد سواء.. وهو لبنانيا يقبع بين أربعة جدران رئاسية: عون بري ميقاتي وبوصعب.. ولا خامس لها في الملف الضبابي وإذا ما انقشعت الرؤية والصورة وفكت شيفرة البحر والاتفاق الأشبه بالنووي، يصبح  اللبنانيون على بر وربما تكون الإيجابية متوافرة.. لكن الشفافية لشعب متل لبنان اعتاد على التنقيب عن الخبر بحرا وبرا وجوا.. قد تهدئ من روعه.