IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 10/07/2022 

بينما كان القوم السياسيون يحفّزون المواطنين على التضحية .. وقعت حكومة نجيب ميقاتي غير المؤلفة كأول ضحية وذُبحت على الطريقة الشرعية.. ليقفز الحكم مباشرةً الى التداول في الاستحقاق الأبعد مدى وهو انتخاب رئيس الجمهورية وسوف لن ينتظر َالرئيس نبيه بري انتهاء المهلة الزمنية إذ انه سيفتتح الجلسة في اول ايلول. لكن القوى المعنية بهذا الاستحقاق والمرجعيات السياسية والدينية على حد سواء اعلنت دخولَها المزاد الرئاسي. وبالسعر الادنى وصلت عروضات سمير جعجع الذي وجه الدعوة الى افرقاء المعارضة فاستدعاها للحوار والتوافق على اسم مرشح للرئاسة لأن تعذَّر ذلك سيسهّل على الطرف الآخر الإتيان برئيس محسوب عليه، ما يعني اننا سنعيش ست سنوات اضافية في جهنم اعمق واصعب فالمطلوب من النواب الذين انتُخبوا على اساس انهم من ضمن فريق المعارضة التصرف على هذا النحو لا الاكتفاء بالكلام والتصاريح كما قال “الحكيم الرئاسي”.

وبحكمة كنسية كان البطريرك الراعي يطرد اللصوص الرئاسية من الهيكل ويُجري عملية ترسيم لمواصفات الرئيس المقبل فهو اراده رئيساً متمرِّساً سياسيًّا وصاحبَ خبرة، محترما وشجاعا ومتجرِّدا، رجلَ دولة حياديّا في نزاهته وملتزما في وطنيّته. ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، ولا يشكّل تحدّيًا لأحد، ويكون قادرًا على ممارسة دور المرجعيّة الوطنيّة والدستوريّة والأخلاقيّة وبهذه اللوحة” التجريدية” لرئيس الجمهورية المقبل يكون الراعي قد حرّم الترشيح على معظم الاسماء المطروحة في البورصة الرئاسية لعدم مطابقتِها للمواصفات وفتِشوا لا بل نقبّوا عن الرئيس التوافقي .. والذي سيشكّل ُ عُملة نادرة في زمن انهيار العُمُلات نفسِها اما تضحية ُجعجع بالدعوة الى الحوار فقد يختصرُ طريقَها بتقديمه مرشحٍ من صفوفه وان لا يكرر افعالَه الجرمية بالترشيح شخصيا لست ٍواربعين مرةً متتالية دون نتيجة فإذا كان حزبُ الله قد امسك بطرف التعطيل لسنتين ونصف حتى يصل ميشال عون الى بعبدا فإن جعجع امسك بالتعطيل من الطرف الثاني ولم يسّهل الطريق الى القصر الا بسنتين ونصف ايضا.. وانتهت على صورة مأساوية بتفاهم معراب وتقاسم السلطة بين تيار وقوات ورمي الشعب الى تهلكة جهنم.