IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 30/07/2022

غرق العراق في “اللبننة” لكنه تفوق علينا بخطوة اقتحام البرلمان والاعتصام على مقاعده وتحويل مقره التشريعي إلى حسينية مع بدء مراسم عاشوراء فأنصار الزعيم العراقي مقتدى الصدر المتربع على أكبر الكتل النيابية، اقتحموا المنطقة الخضراء للمرة الثانية في أسبوع لكنهم اليوم أعلنوا الاعتصام المفتوح والذي دونه شروط لرفعه وما خلا الاقتحام وسقوط مئات الجرحى فإن العراق ينزف لبنان السياسي بفراغه الحكومي وتصريف الأعمال والفساد المحتل للمؤسسات وتوزيع المرجعيات السياسية نفسها بين أميركا وإيران وتقاسمهم الدولة مربعات ودويلات وقد أضيفت إليها اليوم صلاحيات الرئيس والمادة الثالثة والسبعون من الدستور وما جمع البلدين فوق كل ذلك: ثورة في تشرين لكنها في العراق مريضة وفي لبنان أصيبت بالوهن وما عاد الشارع يحركها وفيما لا عمليات اقتحام شبيهة في بيروت فإن حركة الزعيم العراقي مقتدى الصدر اليوم لم تكن احتجاجية عابرة، وهي تخطت قرار “الإطار التنسيقي” ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، والذي يعده الصدر مرشح نوري المالكي، بل بات الأمر يتعلق “بالعصمة السياسية” وتحديد من هو صاحب الكلمة الفصل في البلاد: الصدر الخارج من العباءة الإيرانية، أم نوري المالكي المتهم بالفساد والتبعية لإيران لكن جبهتي القرار هنا تأخذان بالعراق إلى حلقات النار فالصدر يرفض فساد السلطة القادمة بقوة التظاهر والشغب والتسبب بوقوع جرحى واحتلال مجلس النواب واستبدال ممثليه الأعضاء الثلاثة والسبعين نائبا بمتظاهرين جلسوا على المقاعد وأقاموا مجالس عزاء أما المالكي والقوى الرديفة فإنها تقدم الحلول التي تبقيها على قيد السلطة المقبلة وحده مصطفى الكاظمي رئيس حكومة تصريف الأعمال يتحرك بقلب يحترق على عراقه فهو الرجل الذي دخل الاغتيال غرفة نومه يوما فتغاضى عن الحادث ومضى في رسم طريق إقليمية دولية لوطنه متجنبا الوقوع في الفتنة لكنه اليوم وجد أن العراق يدنو منها لذلك حذر من الوقوع فيها، ورأى أن الأزمة الحالية سياسية وحلها سياسي، وكل شيء ممكن عبر تقديم التنازلات من أجل العراق والعراقيين، وأن حوارا هادئا يستمر ألف يوم خير من لحظة تسفك فيها نقطة دم عراقي أما رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي فقرر تعليق الجلسات حتى إشعار آخر ودعا القائد العام للقوات المسلحة إلى اتخاذ تدابير لحماية المؤسسات والمتظاهرين كما دعا القادة والكتل السياسية إلى لقاء وطني فاعل ومسؤول يغلب مصلحة الوطن على كل المصالح الحزبية والفئوية ولا تبدو دعوات الحلبوسي قد أقنعت الأطراف لاسيما أنصار الصدر بفك الاعتصام.

وعلى محور الحلبوسي اللبناني نبيه بري، فهو يتدخل في الأول من آب شيخ صلح بين “الإطار التنسيقي” للرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، معلنا في جلسة مع الصحافيين أنه أجرى اتصالين بهما واقترح جمعهما في مناسبة عيد الجيش لكن مسعاه هذا أحبطه بنفسه عندما استبعد أي احتمال لتأليف الحكومة “الا إذا صار في معجزة”، وعن الترسيم مع وصول آموس هوكستين غدا قال بري إن الجواب الشافي “بتاخدوه بكرا” وانشالله الذهاب إلى الناقورة أفضل ما نروح على مطرح تاني”، مشددا على أن لبنان يريد حقل قانا كاملا “يا كله يا بلاه”، وفي ترحيل لمواصفات البطريرك الراعي التي رسمها حول رئيس الجمهورية أعطى بري رسما جمهوريا برئيس لديه نكهة مسيحية ونكهة إسلامية، لكن الأهم أن تكون لديه نكهة وطنية وأن يكون علامة جمع وليس طرح أو قسمة أو تفرقة وعلق رئيس المجلس على ملف النازحين السوريين، فقال إن عودتهم باتت ضرورة، خصوصا أن أكثر من ثمانين في المئة من المناطق أصبحت محررة واليوم اندلع نزاع رسمي حول هذا الملف بين وزارة الخارجية والمفوضية السامية لشؤون النازحين التي كانت قد وجهت اتهاما إلى لبنان بالتمييز واتهمت الخارجية مفوضية اللاجئين بعدم التجاوب مع طلبات لبنان، لناحية مشاركة المعلومات والبيانات وتعزيز جهود التعافي المبكر في سوريا بما يسمح بعودة تدريجية وآمنة للنازحين واتعبرت ان هذا يشكل السبب الاساسي وراء ما يحصل من مشاكل متزايدة تدعو إلى القلق والتوترات على الاراضي اللبنانية.