قانا لكم، زائد الخط23، لكن لا تقربوا جنوب الخط هي نتائج الترسيم الرئاسي الثلاثي مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين اليوم في قصر بعبدا وكما ارتفعت السيوف في حفل عيد الجيش فإن السيوف السياسية كانت على الحد.
وبموقف واحد أمام هوكستين الذي وعد بالمغادرة إلى الأرض المحتلة ليعود مجددا بعد أسبوعين وتقول مصادر رفيعة على صلة بالمحادثات إن الوسيط الأميركي سمع من الثلاثي المفاوض أن لبنان لن يقبل بأقل من قانا والخط 23 كاملا وهو طالب كذلك بالسماح لشركة توتال بالتنقيب.
وما لفت المفاوضين اللبنانيين أن الوسيط الأميركي سأل عن ضمانات بعدم تعرض إسرائيل لأي اعتداء إذا لم نتفق فكان الرد اللبناني بأن لا ضمانات في ذلك وقادت هذه الحصيلة إلى إشراقة لدى كل من دخل اجتماع بعبدا، واندفعت التصريحات الإيجابية التي تؤشر الى اتفاق منجز إذ رفع ميقاتي إصبع الإيجابية ملوحا بيده للاعلام.
أما الوسيط اللبناني الياس بوصعب فقد أعلن أن الأجواء إيجابية والجميع خرج مرتاحا فيما قال اللواء عباس ابراهيم الذي حضر الاجتماع “كل شيء منيح” والموقف المفعم بالتقدم عكسه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، متحدثا عن تقدم هائل وأن الإيجابية أكثر من أي وقت مضى, وقال “إن عضوين من الوفد الأميركي بقيا في القصر لكتابة الاقتراحات اللبنانية بهدف إرسالها اليوم إلى المسؤولين الاسرائيليين“.
وأضاف بو حبيب “إن الموقف اللبناني كان موحدا مليون في المئة وهذا ما لاحظه هوكستين ويبدو أن لبنان تجاوز “الحاصل” وبدأ مرحلة فرز الترسيم والاستعداد لنقطة الناقورة من جديد، مع فرض شروطه التي استثمرت في الحقل المقاوم وإذا كانت السلطة لم تعط أي ضمانات للسفن الاسرائيلية، فإنها رفعت أيضا سقف المطالبة بحق التنقيب عبر الإفراج عن شركة توتال“.
وفيما اتفق الرؤساء على الترسيم واحتفظوا بأسرار خطوطه فإن خلافاتهم بدت ظاهرة للعلن وعلى قرقعة السيوف في الفياضية إذ انتهز رئيس الجمهورية فرصة خطابه الأخير ليتحدث بلغة أمر اليوم العسكري ويجلد كلا من الرئيسين بري وميقاتي الحاضرين في الصفوف الأمامية وأمل ألا يكون مصير الانتخابات الرئاسية مماثلا لمصير تشكيل الحكومة الجديدة التي لم تتوافر لها حتى الساعة المقومات والمعايير الضرورية لتكون حكومة فاعلة وقادرة على القيام بمسؤولياتها حاضرا ومستقبلا.
كما ألقى على مجلس النواب أعضاء ورئيسا مسؤوليات انتخاب رئيس للجمهورية، يجد فيه اللبنانيون الشخصية والمواصفات الملائمة لتحمل هذه المسؤولية ويدرك عون أن دعوته كانت في الهواء الطلق وقد تطايرت مع القبعات العسكرية نحو الأعلى.