Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 2022/08/07

لاول مرة سيتم توقيع وقف اطلاق النار بالصاروخ وليس بالقلم وسيتعلم الاسرائيلي ما لم يكن يعلم فمن غزة سلام للقدسعلى أجنحة مئة وثلاثين صاروخا في ربع الساعة الأخير ضربت عمق الاحتلال من محيط عاصمة فلسطين إلى تل أبيب والمستوطنات وما عدا ذلك لا يصرف إلا في وحدة المقاومة وساحاتها.

ثلاثة أيام بنهاراتها ولياليها شنت فيها إسرائيل عدوانا على قطاع غزة لانهاء  حركة الجهاد الإسلامي وتحت مسمى” الفجر الصادق” اغتالت اثنين من قيادييها في المنطقتين الشمالية والجنوبية للقطاع المحاصر منذ خمسة عشر عاماإلا أن وحدة الساحات فعلت فعلها ومن تحت الطاولة شغلت تل أبيب الواسطة لإنهاء المعركة بعد ادعائها بتحقيق أهدافها بتصفية قيادات من سرايا القدس.

من العدوان على غزة أطلق يائير لابيد حملته الانتخابية  بأرواح واحد وثلاثين شهيدا بينهم ستة أطفال وأربع نساء وما لا يقل عن مئتين وأربعة وثمانين مصابا إضافة إلى تدمير البيوت فوق رؤوس قاطنيها وادعى ان حربه مركزة ومسؤولة هي الحرب التي انهت حياة اطفال  بجرائم موصوفة ودفعت بالمقررة العامة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانسيسكا ألبانيز إلى المطالبة بوجود قوة وقائية اممية، وأضافت مثلما يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها كذلك يحق للفلسطينيين ولا يمكن لإسرائيل أن تزعم الدفاع عن نفسها في هذا الصراع والغارات الأخيرة ليست فقط غير قانونية بل غير أخلاقية، وذهبت مقررة الأمم المتحدة أبعد من ذلك بقولها إن الإفلات من العقاب وغياب المحاسبة هو ما يقوي إسرئيل.

والموقف الأممي هذا انتظرته غزة من “أم الدنيا” لكن مصر ساوت الضحية بالجلاد وعمل رئيسها عبد الفتاح السيسي على إرساء وقف لإطلاق النار فاستحصل لإسرائيل على إذن بقبول هدنة تتضمن التزام مصر بمتابعة بمتابعة ملف الأسرى وتخفيف إسرائيل للحصار وسماحها بإدخال شاحنات الوقود لمحطات الكهرباء وانتهى إعلان مصر بلا إدانة لمجازر الاحتلال ولو من باب الحفاظ على ماء وجهها العربي.

غزة لم تكن وحيدة عدوان هو الخامس منذ حصار القطاع، فالأقصى كان اليوم عرضة للاقتحام والانتهاك من قبل المستوطنين المتطرفين بضوء أخضر من رئيس حكومة الاحتلال وبحماية من أجهزته الأمنية وشرطته وهو ما أدانته الخارجية السعودية وشددت على مطالبتها للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وبذل الجهود كافة لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده، والابرز في الموقف السعودي هو استخدام “الاحتلال الاسرائيلي” وليس ما عداه على الرغم من سياسة فتح الاجواء حيث سياسة السماء لن تنعكس تطبيعا على الارض. فيما دعا نائب رئيس شرطة دبي السابق ضاحي خلفان الدول التي أقامت علاقات مع إسرائيل لإعادة تقييم الموقف قائلا يجب ألا تتاجر إسرائيل بعلاقات التعاون معها من أجل حرمان الفلسطينيين من قيام دولتهم.

انتهت الجولة الخامسة من الحروب على غزة لكن القطاع لا يكاد يودع موتا حتى يتهيأ  لآخر ولا وقت ضائع فيه ليمارس أهله حياتهم وإنسانيتهم  وكل شهيد يسقط فيها هو صاعق في باطن أرضها وستبقى غزة الخاصرة الفلسطينية الرخوة والحلقة الأضعف في الصراع مع إسرائيل ما لم يفرض المجتمع الدولي والأمم المتحدة تطبيق القرار رقم 181 الصادر عن الجمعية العامة والقاضي بإقامة دولتين في فلسطين واحدة عربية والثانية يهودية نال القرار موافقة الولايات المتحدة الأميركية لكنها اعترفت بنصفه ورفضت نصفه الآخر كما تبنت القرار رقم 194 الذي ينص على حق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم ولا تلتزم بتنفيذه. ومتى التزم العدو بحل الدوليتين فقد اصبح ملزما ايضا بتوزيع ثروة النفط والغاز على الدولتين، فاسرائيل لليوم تفاوض بنفط الفلسطيين المسروق كحال سرقة الارض لكن غزة تثبت اليوم وغدا أنه لا يضيع حق وراءه مقاوم.

ومسار خطوط التفاوض مع لبنان بدأت تواريخها بالظهور وقد اعطاها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى منتصف ايلول والى ذلك الحين يتم استخراج اخر الغازات السياسية السامة والمتبادلة بين فريقي العهد وحكومة تصريف الاعمال بحيث اشتدت حروب التصفيات النهائية واستخدم التيار كل مخزونه لضرب نجيب ميقاتي بالطول والعرض وتقع هذه الحروب وسط تهديد بالاضرابات والتي يتقدمها القطاع المصرفي المجتمع ليلا وقد ارتفعت لغة التهديد بالاضراب لتطال الفضاء وذلك بضغط جوي مارسه الطيارون لكنهم عادوا اخيرا الى الارض وتدخل وزير الاشغال علي حمية لفض النزاع الجوي والغاء الاضراب لاسيما وان قرار الطيارين يضرب في الوقت الحرج.