هي “خُطّةُ التعافي” بتوقيع سالي حافظ.. البطلة التي نفّذت خُطّتَها على أرضٍ واقعية بهدفِ علاجِ شقيقتِها مريضةِ السرطان، لا أحدَ يعاني ألمَها على رفيقةِ دمِها.. فهي اتَخذت قراراً قد يُعيدُ إلى بيتِها وعائلتِها “راحة البال” التي سُلبت منها على شكلِ ودائعَ محجوزة، وبمسدسٍ وهمي كان له مفعولُ الأسلحةِ الثقيلة, اقتَحمت سالي “بلوم بنك” في مِنطقة السوديكو تؤازرُها جمعية “صرخة المودعين” مَيدانياً…
وصرَخاتُ الناسِ الموجوعين من أربعِ جهاتِ الوطن، فنجمةُ تِشرين وأختُ النساء…
انتَصرت لوجعِ أختِها وسَحبت بالقُوّة مبلغَ العلاج، في أشرفِ الجرائمِ المالية على وجهِ الأرض، ومن نُبلِ الواقعة فإنّ القُوى الأمنية ربما خَجِلت منَ الإقدامِ على ضبطِها وإلقاءِ القبضِ عليها.. حتى إنّ الأمنَ العام نفى أنْ يكونَ قد لاحقَها، وسالي اليوم “في لبنان وليس في المهجر” وهي بكاملِ قُواها اعتزّت بما صنعتْهُ يداها،
وقالت: لم يعُدْ لديَّ أيُ شيءٍ أخسرُهُ، فالمصرِف سَرَقنا وليس هناك من حلٍ آخر… ووَجّهت دعوةً إلى المودِعين للقيامِ بالمثل، ولم تَمضِ ساعةٌ واحدة حتى دَوّتِ الصرخة من عاليه…
ولكنّ المودِع رامي شرف الدين خَرَجَ من المصرِف إلى المخفرِ القريب لتسليمِ نفسِه، ولم يَظفَرْ بأيٍ من ودائعِه.
والاقتحامُ المزدوَج من السوديكو إلى عاليه لم تُقرّرْه سالي ورامي للهوايةِ الجُرمية.. بل هو نِتاجُ سياسةٍ ماليةٍ مصرِفية هدّامة اتّبعتها الحكومةُ والحُكمُ والمصارف ومجلسُ النواب وكلُ مَن يَمُتُّ بصِلة إلى العلاجِ المالي، هؤلاء جميعُهم سحقتْهم صبيةُ الثورة وردّتهم إلى حيثُ القرار، بعدما عَسّوا لأعوامٍ ثلاثة بالأزْمة والانهيار… فقدّموا خُططاً هوجاء وعالجوا السرطانَ المالي بالأسبرين السياسي، ختَلفوا على كلِ تفصيل وعلى كلِ إجراءٍ إصلاحي للإفراجِ عن مساعدات صُندوقِ النقدِ الدولي، والأيادي الملوّثة بالفساد نَتجَ عنها زُنود سالي التي نَجحت حيث فَشِلَ الحُكمُ ولا يزال…
وآخِرُ إبداعاتِه موازنةٌ صُرِفَ جُلُّها على القاعدةِ الإثني عشرية.. واليوم اختَلفوا على مواعيدها التي اصَطدمت بالذكرى الأربعين لاغتيالِ الرئيس بشير الجميل، وعلى حُبِّ “البشير” تَصارعَ التيار والقوات، وتَدافَعَ نوابُهم لتسطيرِ الأولوية في التمثيلِ المسيحي ولو على بُعدِ أربعينَ عاماً.
ولكنّ الرئيس نبيه بري كان الأوفى لبشير من الطرفين، فانتظرَ عدمَ اكتمالِ النِصاب قبلَ أن يَرفعَ الجلسة إلى الغد.
طارتِ الجلسة ولم يُلْغَ موعدُها، لكنه يتمايلُ على موازنةٍ تَشهدُ أُرجوحةً لسعرِ الصرف، وفي السوقِ السوداء تَرقُصُ الأسعار وتتخطّى “القدَّ الميّاس” حيث تتبارى صيرفة معَ السوق… وتعلو فيعُلى عليها.
وحدَها فِرقةُ ميّاس تُعلنُ النصرَ من فوقِ هزيمةِ الجسدِ اللبناني المتهاوي، ساعاتٌ على التنصيبِ الملَكي لفِرقةٍ ملأتِ الفشلَ بالنجاحاتِ المناسبة.. وأياً تكُن النتيجة، فإنّ ميّاس دَخلت دَورَ العالمية في وطنٍ يرقُصُ ألماً.