انتقلَ الصراعُ الحكومي الرئاسي إلى عُمقِ البحر.. وحُدِّدت نُقطةُ الانطلاق من جزيرةِ الأرانب، الموقِعِ الذي غَطسَ فيه جبران باسيل قبل أن يَطوفَ حولَ يابسةِ نجيب ميقاتي في طرابلس، واضعاً حجرَ الأساس لافتتاحِ مكتبٍ للتيار.
ورئيسُ التيارِ البرمائي لم يَستخرِجِ الأرانبَ السياسية، سَواءٌ على البرّ أو في المياهِ المالحة إذ إنّ الحلولَ بدأت بالصياغةِ حكومياً بدفْعٍ من حزبِ الله.. وهو ما عَكَسَه النائب حسن فضل الله للجديد قائلاً: إنّ الجوَّ إيجابي، سَواءٌ بالتعويم أو ببعضِ التعديلات، ونحنُ معَ أنْ يتنازلَ الجميع لبعضِهم البعض، فيما تحدّثَ النائبُ السابق في كتلةِ ميقاتي علي درويش عن تقدّمٍ على مستوى تشكيلِ الحكومة، ومِنَ المرجّح أن تكونَ من أربعةٍ وعشرينَ وزيراً مع بعضِ التعديلات وتَسلُكُ الحكومةُ منحىً متعرجاً بقضْمِ وزيرٍ أو اثنين، لكنّها سالكة على خطّين كذلكَ سُلوكُ خطِّ الترسيمِ البحري معَ العدوِ الإسرائيلي، بحيثُ تؤكّد مصادرُ الجديد نقلاً عن مصادرَ ذاتِ صلة أنّ المِلفَ يسيرُ على طريقِ التوقيع، وأن لبنان سَبَقَ في الجولةِ الأخيرة مقترحاتٍ إسرائيلية عبْرَ الوسيطِ الأميركي آموس هوكستين، وبينَها خطُّ الأنابيب وتسييرُ دورياتٍ إسرائيلية والمَسارُ السالكُ بفَرعيه الحكومي والبحري لا ينطبقُ على خطوطِ بعبدا الرئاسية، إذ احتُجِزَ الرئيسُ المرشّح في عُنقِ المواصفات وملامحُ الرئيسِ المقبل ستَرسُمُها قُوى التغيير غداً في اجتماعِ التصفياتِ النهائية وربطاً كَشَفَ النائب غسان سكاف للجديد عن مبادرةٍ للنوابِ المستقلين تتلاقى وكتلةَ التغيير، وتتضمّنُ سلّةَ أسماءٍ رئاسية. وقال إننا ضِدُ رئيسِ التحدي ومعَ التوافقي.
وقبلَ سلّةِ الرئاسة، ماذا عنِ السلالِ المصرِفية التي تبدأُ اعتباراً من الغد إقفالاً عاماً لثلاثةِ أيام؟ فالمِلفُ تشابكَ أمنياً ومصرِفياً وقضائياً، وشَهِدَ على نوباتِ صَرَعٍ سياسية تتصلُ بالفوضى وعلى ذِمّةِ التحقيق أُوقِفَ لليوم أربعةٌ من أصلِ سبعةِ مودعين “خبطوا” المصارفَ بأسلحةٍ وهمية.. لكنْ على ذِمّةِ المصارف هناك مئاتُ آلافِ المودعين ممّن أصبحوا قنابلَ موقوته، والفَرْق أنّ انفجارَهم مُحقٌّ هذه المرة وفي المقابل: الأمنُ يَضغط بالقضاء. والقضاءُ نفسُه لديه احتجاجاتٌ مماثلة كما المودِعين، فيما موظّفو المصارف يَعيشون واليدُ على الزِناد ويترقّبونَ الهجومَ في أيِ لحظة خليطٌ متداخلٌ تعالجُه الدولةُ بنشرِ التخوّفِ من الانفلاتِ الأمني، وتُعطيه المصارفُ علاجاً بالإضراباتِ التي لا تَحُلُّ الأزْمة، فيما خُطَطُ الحكومة تَنتظرُ حكومةً مؤلّفة، والحكومة في انتظارِ عودةِ رئيسِها المكلّف.