IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 19/9/2022

لم يعرف العالم الموت العظيم كالذي منح للملكة اليزابيت الثانية .. فلها رفع العالم قبعته بعد ان عاش في كنف قبعاتها الملونة لسبعين سنة وخلف جنازتها مشت امبراطورية من شمس الناس .

هي طوابير الانتظار الحميد والتي لا تشبه طوابير الذل في بلادنا. حيث انتظر الشعب البريطاني ساعات متراصفة بهدف القاء نظرة على موكب التشييع .

ولم يكن المنتظرون ينفذون امرا ملكيا ..ولا هي برقيات استدعاء على حب الملك بل انهم بادلوا سيدة التاج بعقد مذهب صنعته سلسلة بشرية على طول الطرقات وعرض الساحات والشرفات .

هذا الوفاء لا يبادل في اي من الدول عربية وغربية فيما نجري في لبنان عمليات حفر في الباطن السياسي عن رئيس تذرف له الدمعة. بعد ان ابكانا من في الحكم بدل الدموع دماء .

وعمليات التنقيب عن الرئيس تبدو مستحيلة وان وضعت لها قوى التغيير اليوم بعض الاسس والملامح وناقشت اسماء خضعت لفحص الحمض الرئاسي.

لكنه ومع استبعاد ملء الفراغ بالفخامة المناسبة فإن كل الجهد يذهب الآن الى تصنيع حكومة ” تركيب ” من وحي الازمة لنعكز عليها في زمن الفراغ على مبدأ ” اعطنا خبزنا الوزاري كفاف يومنا” وفي المعطيات المستجدة ان اربع حقائب سيتم تبديلها وقد دخل على خطها حقيبة وزارة المال التي ستؤول الى النائب السابق ياسين جابر فيما يسعى الرئيس المكلف الى توزير عكاري لضمان ثقة نواب المنطقة.

ومع بدء عملية الانقلاب في المالية بنيران صديقة كان الوزير يوسف خليل يجري مفاوضات شاقة وشبه مستحيلة بحضور وفد صندوق النقد الدولي الذي زار ايضا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. واعتبر خليل اننا في مرحلة صعبة جدا ، حيث الدعم من الخارج اصبح مستعصيا بعد ان جنح الاهتمام الدولي الى الازمة الاوكرانية وبات علينا ان نعتمد على أنفسنا لا ان نطلق الاتهامات والمواقف الشعبوية.

واولى خطوات الاعتماد على النفس جاءت .. بطلب الدعم من ايران حيث اجرى الوفد التقني محادثات في طهران واطلع على مواصفات الفيول الايراني ومدى مطابقته للمعامل اللبنانية وقالت مصادر الوفد للجديد ان الكشف الميداني يؤكد قدرة ايران على إضاءة لبنان في يوم واحد إذا ما اتخذ القرار بذلك واضافت ان الدولة الايرانية تملك الكثير من المعامل ولديها ” كل شي ” ومن ضمنها النفط الخام وهناك مواد كثيرة مطابقة لتشغيل المعامل اللبنانية بشكل فوري بينما يمكن استبدال البعض منها.

واللافت ان المعاينة الايجابية تزامنت وتصريح ايراني تمت ترجمته بشكل خاطىء فالمتحدث الايراني لم يقل إن موضوع الوقود المجاني ليس مطروحا وانما لم تطرح المسألة خلال اللقاءات بين الجانبين والفرق كبير بين العبارتين “ومجانية الفيول الايراني قد تصدر بفتوى شرعية تجيز منح المادة للبنان وهذا ما يتم بحثه حاليا للوصول الى مخرج يجنب ايران شارعها ..ويجنب لبنان العقوبات.

لكن كل هذاالمسار ينتظر عودة الوفد التقني لتقديم تقريره الى وزير الطاقة وليد فياض يوم الاربعاء المقبل.