نائبة تعتصم في مصرف، ووزير يشرف على إضرام النيران أمام المركزي وما بينهما حركة اقتحامات عدة نفذها مودعون “وبراحة البال” من دون سلاح هو المشهد الذي ستعتاد عليه المصارف يوميا بعدما طال حجز أموال الناس ثلاث سنوات خالية من أي سلاح تشريعي أو حكومي أو تدابير مصرفية تعيد الحق إلى أصحابه لم يترك للمودع أي خيار آخر، بحيث انتشرت ظاهرة الاقتحام التي بدأت بالعنف ثم انخفض منسوبها إلى السلاح الوهمي قبل أن تتحول إلى “خبطات” مفاجئة منزوعة السلاح.
واليوم انضمت النائبة سينتيا زرازير إلى “الهيئة العامة” وشرعت في بنك بيبلوس قانونا أجاز لها إجراء عملية جراحية معجلة وتسديد فوارق التأمين وغطت زارزير عملية الدخول إلى المصرف بحصانتها التشريعية، بحيث لم تلجأ إلى السلاح بنوعيه الناري والوهمي وحصلت بعد خمس ساعات على مبلغ ثمانية آلاف وخمسمئة دولار.
فيما سربت دوائر مجلس النواب أن المبلغ الذي يدفعه التأمين الصحي للنواب يصل إلى نحو تسعمئة مليون ليرة لبنانية ولم يكن الوزير “المهجر” من الحكومة عصام شرف الدين في عوز إلى إجراء أي عملية جراحية بعد حالة البتر التي تعرض لها على أيدي رئيس الحكومة, لكنه أشرف على عملية إضرام النار أمام المصرف المركزي وحركة الاحتجاج التي نظمتها جمعية صرخة المودعين للمطالبة بإلغاء تعاميم تقتطع أكثر من سبعين في المئة من أموال المودعين.
وعلم أن الوزير النازح سوف يصدر لاحقا نشرة إعلامية بحق الرئيس نجيب ميقاتي في وقت أن الحكومة قد تبقيه على قيد وزارته بعد تعثر التشكيل إلى تاريخه. ولا تؤشر المعلومات إلى أن ميقاتي سيرتدي “البيجاما الوزارية” للمبيت في بعبدا كما سبق ووعد لأن التأليف تعرض لنكسات متتالية من العهد ورئيسه جبران باسيل. وستكون لباسيل كلمة سياسية رئاسية حكومية غدا لكنه لم ينزل عن شجرة المطالب في التوزير وتحصين الحكومة المقبلة بفريق يشارك ميقاتي في القرار على زمن الفراغ.
واليوم أعادت فرنسا تحريك عجلاتها الدبلوماسية في بيروت على الخطوط الرئاسية فأجرت سفيرتها آن غريو جولة سياسية قادتها إلى حارة حريك حيث التقت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وهذا ليس الانفتاح الفرنسي الأول على حزب الله إذ بلغت المشاورات مع الحزب مرحلة متقدمة, ويجري ذلك تحت سقوف حددها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيال انتخابات الرئاسة، ويحدها رئيس توافقي غير استفزازي والإقلاع عن شخصية التحدي، لأن لا أحد يملك الأكثرية.
لكن هذه المواصفات ليست في مندرجات معراب إذ كرر قائد القوات سمير جعجع مطلبه أمام السفيرة غريو برئيس سيادي صاحب قرار، ولا يقبل المساس بمصالح لبنان العليا وخصوصا علاقات لبنان الدولة مع أشقائنا العرب والدول الصديقة, وأعلن أن تكتله مستمر في دعم ترشيح النائب ميشال معوض, داعيا أطياف المعارضة إلى توحيد الصفوف لكي يحصل على أكبر عدد ممكن من الأصوات.
والأهم في هذا المجال أن يقنع جعجع السيدة حرمه بحضور الجلسة هذه المرة لتثمير صوتها لصالح المرشح السيادي وفي التداول الرئاسي اجتمعت كتلة الكتائب بكتلة الاعتدال الوطني الشمالية, واكتشف الطرفان أن هناك مقاربة مشتركة لكنها لم توصلهما إلى تسمية واحدة.
أما المقاربة البرمائية فقد فاز بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بوهوكستين, معلنا في تغريدة مستوحاة من لقاء تلفزيوني بيان شكر لجبران باسيل الذي شرفه فكلفه ملف الترسيم.
وفي بيان الشكر يقدم الياس الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي كمعاونيين لجبران باسيل ويصور رئيس التيار على أنه قدم النفط والغاز مكرمة للبنانيين, فيما يسند إلى رئيس الجمهورية دور الناظر غير المقرر، والذي ينفذ فقط ما يمليه عليه جبرانه, و”بالشكر تدوم النعم”، إذ لا أدوار لقيادة الجيش والمهندسين والذين عملوا طويلا على هذا الإنجاز.