يا أهل البر.. نحن في البحر للتجربة.. فلا تطلقوا النار، تكاد هذه العبارة ترفع إسرائيليا على راية بيضاء من أعلى منصة كاريش إلى لبنان.. موجهة نداءها إلى الأمين
العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن ما يجري في كاريش هو حقل تجارب ولن يتطور إلى حقل ألغام تدرك إسرائيل أنها الان على منصة مناورات إنتخابية وأن الاتفاق وصل إلى الشاطئ بأمان.
وقد أعلن مكتب رئاسة الجمهورية اللبنانية هذا المساء أن الرئيس ميشال عون تلقى اتصالا من الوسيط الأميركي آموس هوكستين أطلعه خلاله على النتائج الأخيرة للاتصالات حول ترسيم الحدود البحرية، مؤكدا أن جولات النقاش ختمت وحددت الملاحظات، وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح خلال الساعات القليلة المقبلة وأضاف المكتب الاعلامي إن الجانب اللبناني سوف يدرس الصيغة النهائية بشكل دقيق تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب.
وفي الأثناء لم يبق محلل ومسؤول عسكري أو صحيفة وموقع إسرائيلي إلا وضخ تصريحات وإشارات تؤكد أن بدء العمل في المنصة ينحصر في التجارب فيما عززت شركة إنرجين هذه المهمة بإصدار بيان أكدت فيه أن إجراء اليوم يأتي لفحص جاهزية منظومة التوصيل البحرية بين البر وشبكة البحر ولم يعلق لبنان الرسمي ولا المقاومة على هذا الإجراء، على اعتبار أن الدولة اللبنانية سبق وأخذت العلم والخبر بعملية العد العكسي عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين.
ومع استبعاد أي رد فعل عسكري من جانب حزب الله مرحليا.. فإن ملائكة الحزب كانت حاضرة إلكترونيا وعبر دول صديقة.. إذ رصدت إسرائيل أن مجموعة قراصنة عراقية مدعومة من إيران نفذت هجوما إلكترونيا على موقع شركة إنرجين وتمكنت من تعطيله قبل أن يعاود عمله والرسالة المرمزة هذه ليست إلا إشارة تحذير، لكنها لن تعرقل مسار الاتفاق الذي وصلت أنابيبه على شبكات أميركية إسرائيلية إيرانية ولبنانية، وتاليا على مواعيد انتخابية في هذه العواصم والمفاوضات اليوم أصبحت بين ملعبين: أميركا وحزب الله.
وكان لافتا قبل أيام صدور بيان عن الخارجية الأميركية يرحب بالهدوء وبالروح التشاورية للطرفين اللبناني والاسرائيلي وإذ تثمن واشنطن لبيروت دورها في ضبط الوضع، فإنه في أعماق هذا الموقف رسالة إلى الحزب لكونه الجهة الوحيدة القادرة على الانتقال من التشاور الى لغة النار على أن هذا الخيار أصبح مستبعدا اليوم.
والثلاثاء لبحره قريب مع كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لكن كل المواعيد التشرينية تقود إلى ضغط جاد لإتمام الإتفاق فانتخابات إسرائيل في الأول من تشرين الثاني والانتخابات النصفية الأميركية في الثامن منه فيما انتخابات لبنان الرئاسية فارغة من مضمونها.. ومغادرة الرئيس عون باتت حتمية ليل الواحد والثلاثين من الجاري وعلى منصة هذه المواعيد يلعب الترسيم محققا قفزة بدفع أميركي من الرئيس جو بايدن على يائير لابيد لإنجاز الاتفاق وعدم الركون إلى قرقعة بنيامين نتنياهو وسيشكل فوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية انتكاسة معنوية للديمقراطيين في أميركا، ويعطي دفعا للجمهوريين بقيادة ترامب وهذا ما لا ترغب فيه إيران أيضا يولد هذا الخط تفاهما أميركيا إيرانيا ضمنيا وضرورة لإنجاز اتفاق الترسيم.. وعدم اخضاعه لصندوق الانتخاب الاسرائيلي وستخرج اطراف عدة تعلن نصرها اذا ما انجز الاتفاق بين تشرينين اثنين: لبنان اقتصاديا.. حزب الله بقوة القوة.. اميركا معنويا واسرائيل بنجاتها من نيران الحزب اما المقاومة فلن تكون قد تخلت عن قواعد الاشتباك المتبعة من العدو.. لتنتقل المعركة من البحر الى البر لاسيما وان لبنان تجاهل التذكير بالقرارات الدولية والخط الازرق المؤقت واحتلال ارضه في مزارع شبعا وكفرشوبا والغجر لصالح تمرير الترسيم البحري اولا.