IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 2022/10/14

“نسم علينا الهوا الفرنسي” بعطر توتال، تم خلطه بحزمة إرشادات من الإصلاح فجاءت ناظرة الدبلوماسية الفرنسية بأربعة مطالب تصدرها الاستحقاق الرئاسي والترسيم وغادرت بحقيبة إنجازات حملها إياها الرؤساء الثلاثة كل من موقعه.. مع قيمة مضافة باستجداء الدعم لحل أزمة النازحين فلا المطالب تنال بالتمني..

والإنجازات سطور كتبت بماء وانتهت الزيارة الخاطفة إلى بيروت باللازمة الدولية الدائمة: “ساعدوا أنفسكم حتى نساعدكم”. بين بعبدا والسرايا وعين التينة نقلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الخطى.. قدمت التهاني بإنجاز الترسيم..

وتلقت التبريكات بالدور الفرنسي لإتمام الاتفاق ومن يستمع إلى كشف الحساب الذي قام به وقدمه كل مسؤول، يكتشف أن المؤسسات خلية نحل لا تهدأ وأن لا أحد في استطاعته كبح جماح الدولة في تلبية شروط الإصلاح.

ففي بعبدا تلا رئيس الجمهورية ميشال عون على مسامع الضيفة الفرنسية مزامير الإصلاح، من التدقيق المحاسبي المالي، إلى تلبية بعض شروط صندوق النقد الدولي، ومنها إقرار الموازنة ورفع السرية المصرفية على أمل إقرار إعادة هيكلة المصارف وقانون الكابيتال كونترول.

وفي السرايا الحكومية طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قوة دعم فرنسية لمؤازرة لبنان في حل ملف النازحين وإعادتهم إلى بلادهم أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فأخذها في جولة بين الملفات، من الانتخابات الرئاسية والحكومية، إلى التشريعات الإصلاحية المنجزة والموصى بها من قبل صندوق النقد لكن الوزيرة كانت مستمعة أكثر منها متكلمة واختصرت جولتها بمؤتمر صحافي عقدته على أرض المطار المحايدة عن المقار الرسمية وقالت للبنانيين: الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري.. فصل تحقيقات المرفأ عن ضغوط السياسة.. الترسيم لحظة تاريخية لفرنسا ومن خلفها شركة توتال.. أما ملف النازحين فعقدته على حبل الحل السياسي.

إنجاز اتفاق الترسيم عوم الدبلوماسية الأوروبية تجاه لبنان.. بعدما كانت البلاد في آخر سلم أولويات القارة المضروبة على رأسها بعصا الحرب الروسية الأوكرانية وحفرت وزيرة الخارجية ثلما في البحر، وأعلنت بلادها شريكة النصر عندما وصفت ترسيم الحدود البحرية باللحظة التاريخية التي ساهمت فيها فرنسا.. موضحة أن الشركات الخاصة ستبدأ عملها فور التوقيع وعلى الشراكة في الاستثمار دخلت دولة قطر عمق المياه اللبنانية وكشف وزير الطاقة وليد فياض عن رغبة قطرية في الدخول إلى التحالف للتنقيب عن النفط في البلوكين 4 و9، لافتا إلى رسالة من وزير النفط القطري سعد الكعبي تبدي الرغبة في أن تصبح قطر الشريك الثالث لشركتي ” توتال” “وأيني” في هذين الحقلين.

لكن الحقل المليء بغازات السارين السياسي كشف عنه الرئيس ميشال عون بالأمس، عندما قدم للبنانيين بئر الذهب الأسود الذي سكن في قعر المياه واسمه جبران باسيل واستنادا إلى عون فإنه لولا جبران وتكليفه حقيبة وزارة الطاقة عام ألفين وعشرة ووضعه الدراسات الارتوازية والهندسات الهيدروغرافية لما أصبحنا اليوم دولة نفطية منح عون “جبرانه” وسام الأرز من رتبة الفضل الأكبر..

ونسب إلى رئيس التيار وزير الطاقة والبواخر جهد سنوات ومراحل التفاوض أغدق الشكر والثناء على الرئيس جو بايدن والوسيط الأميركي آموس هوكستين، من دون أن يمر ولو مرور الكرام على اتفاق الإطار ولا على الدور الكبير الذي قام به اللواء عباس ابراهيم في ليالي التفاوض الطويلة الموصولة على خطوط الجبهات.

أما المقاومة التي وقفت خلف الدولة في قرارها وشكلت قبة حديدية عند حدود الترسيم وفوق الناقورة وما بعدها إلى منصة كاريش، فلم يشكرها رئيس الجمهورية ولو عرضا أو من باب تبرئة الذمة. عون الذي توجه إلى شعب لبنان العظيم مزهوا بإنجاز الترسيم.. أقر بتنازلات وصفها بغير الجوهرية من دون تبيانها وعدد مكتسبات لبنان في الاتفاق من دون الوقوع في حفرة التطبيع ووسع البيكار مستقبلا نحو سوريا لحل المنطقة المتنازع عليها “من خي لخيو” ووصلت إحداثياته إلى مراجعة الحدود المرسومة مع قبرص لبناء المقتضى.

وبعد الخطاب الوردي.. عودة إلى جهنم حكم الفاسد حيث يستخرج الزميلان رياض قبيسي وهادي الأمين الليلة حقول القمح من بيادر الفاسدين وسترسم الحلقة خط الطفافات من قلب الوزارة إلى متفرعاتها في مديرية الحبوب والشمندر السكري في هذه الحلقة سنرفع الغطاء.. عن “البير وغطاه”، فنحن ليس في فمنا ماء.. ومن هنا نبدأ.