على شبر تفاؤل عام الغطاس، وأعلن أن الاتصالات ستتكثف في الساعات القليلة المقبلة، خصوصا بعد المداولات التي جرت بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري حول أزمة تأليف الحكومة، وتوقع خوري عبد اللطيف أن تتعزز المناخات السياسية الإيجابية من خلال مبادرات ستجرى في اليومين المقبلين، على أمل أن تصب في مصلحة الإسراع في تأليف الحكومة.
في أولى بوادر المبادرات، استعان الحريري بحكماء السرايا لفك سحر التعطيل، وقطع الطريق أمام البديل، فجمع مجلس أعيان ناديها المؤلف من الرؤساء السابقين تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة في “بيت الوسط”. ما جرى في البيت بقي في البيت، لكن بحسب معلومات “الجديد” فإن حضور ميقاتي مؤشر على استبعاد خيار تنحي الحريري لتكليفه. وبحسب مصادر مشاركة، فإن هذا اللقاء جاء لتأكيد صلاحيات رئيس الحكومة، وقطع الطريق أمام اي تأويل دستوري بسحب التكليف.
أما ما خرج إلى العلن، فبيان لم يكن على مستوى الاستدعاء الطارئ، إذ اختصر اللقاء بالقول إن الود ساد الاجتماع، وتطابقت وجهات النظر في أهمية التعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري، والتضامن على دعمه في مهمته وما يليها من مسؤوليات.
استدعاء الرباعية لبحث الأزمة الحكومية، أكد المؤكد من أن أجواء التفاؤل التي أشاعها الرئيس المكلف، ما كانت سوى تخدير موضعي لوعد بقرب تأليف مؤجل، إذ ثمة من يضحك في السر ومرتاح إلى وضعه مصرفا للأعمال، حيث بات كل وزير متصرفا على وزارته يقرر ما يشاء والخيمة فوق رأسه، يمرر كل ما يشاء من مراسيم تحت الطاولة، يخالف كيفما شاء بلا حسيب ولا مجلس نواب رقيب.
وعلى قاعدة الحكم السايب بعلم الناس الحرام، فإن اختلاسات أموال الدولة ماشية والمسؤول راعيها، من نافعة الأوزاعي إلى كل مراكز تسجيل السيارات. الجميع مقبل بالكلام على التأليف، والجميع مدبر بالأفعال ويضع العصي في الدواليب. وجميعهم متفق على حكومة وحدة وطنية على مقاسه، مجلس وزرائها لن يكون سوى نسخة مطابقة لمجلس النواب، فلا النواب يحاسبون ولا الوزراء يحاسبون.
وما شابه الحكومة المرتقبة بتغريدة جنبلاط ما ظلم، إذ قال: “هيئتها هالوزارة متل هالطبخة، الست مصرة تعمل من البزري سوشي” وذلك تعليقا على فيديو للشيف انطوان.
روائح الطبخة الحكومية لم تتصاعد بعد من قدر التأليف، لأن الكتل بأحجامها وحصصها مخدرة بروائح النفايات المنبعثة على مد العين والنظر، حيث المكبات تجاور السهول والجبال والشواطئ. وعلى هذه الأزمة فرسان ثلاثة يتحركون من أجل الصالح العام، حيث شكل النواب سامي الجميل، أسامة سعد وبولا يعقوبيان نواة مواجهة أعادت إلى الأذهان تجربة الرباعي النيابي حسين الحسيني، سليم الحص، بطرس حرب والراحل نسيب لحود، حين وقفوا ضد الفساد، ومنعوا الحكومة التي كان يرأسها الشهيد رفيق الحريري من هدر المال العام، وأجبروا الوزراء على الالتزام.