Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” ليوم السبت في 7/7/2018

لبنان وحركة التأليف يتأثران بكتل هوائية سياسية ورياح تفاهمات شطرت “خيك” إلى خيين متباعدين لم يعد يجمعها سجل عدلي واحد.

والمناخ السياسي الماطر في تموز، مستمر على حاله إلى حين انقشاع الرؤية. لكن ما لا يعيره المسؤولون اهتماما، أن أحوال البلد “واقفة” ومعلقة على شجرة سياسية، فإذا اتفق السياسيون “أكلوا الأخضر واليابس”، وإذا اختلفوا أحرقوا الأخضر وتركوا لنا يباسه.

وتفاهم معراب مثال حي، حيث سجلت هزات ارتدادية استتبعت بنشر البنود، لكن “القوات اللبنانية” التي لعبت الحرب بدهاء، حرصت على تحييد رئيس الجمهورية وصوبت حممها على رئيس “التيار” الوزير جبران باسيل الذي نكث بالعهد، بحسب معراب.

والحرب المتأثرة بالجراح السياسية معطوفة على عقدتي الدرزي والسني المعارض، من شأنها أن ترمي التأليف إلى ما وراء الصيف، وهذا لن يمنع محاولات إنعاش وتنفس صناعي قد تسجله الأيام المقبلة. وتقول معلومات “الجديد” في هذا الإطار، إن الرئيس المكلف سعد الحريري سيبادر فور عودته إلى إجراء مشاورات سريعة، وفي غضون ثمان وأربعين إلى اثنتين وسبعين ساعة، سوف يطرح صيغة تأليف جديدة على رئيس الجمهورية.

واستباقا لأي صيغ مستحدثة، كان “التكتل الوطني” ينعقد في بنعشي بظلال زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية، ويطلب حصة من وزيرين مسيحي ومسلم. وتوقف النائب طوني فرنجية عند اتفاق معراب، فرأى فيه ضربا للدستور والمؤسسات، ومحاولة جديدة للالغاء ولضرب التنوع الذي يشكل ميزة هذا البلد.

وإذا كانت خلافات التأليف قد جمدت العروق السياسية، فإن المتحرك الوحيد هو ملف النازحين السوريين الذي وضع على الطريق الصحيح، من خلال تنظيم حملات العودة إلى الداخل السوري أسبوعيا، برعاية الأمن العام اللبناني. وأهمية هذا الملف أن السياسيين اللبنانيين قد سحبوا أياديهم منه وابتعدوا عنه، بذريعة معاداة النظام، فنجح في التنظيم وحسنا فعلوا في تنحية النفس وترك المهمة للواء عباس إبراهيم لإدارة ملف على مستوى بلدين.

وفي البلاد الثانية، فإن سيطرة الحكومة السورية على مفاصل الأرض تساهم في العودة، وأبرزها في الساعات الماضية استعادة معبر نصيب الحدودي مع الأردن. ولم يكن “الفتح” عند معبر نصيب بالمفاجأة، ولا التقدم في الجنوب السوري برمته جاء على غفلة من العالم، فالأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله دعا قبل أيام إلى انتظار الانتصارات من الجنوب، وهو ما رأت فيه وسائل إعلام إسرائيلية انتصارا أيضا على إسرائيل، وقال المستشرق ايهود يعاري للقناة العبرية الثانية عشرة: نحن أيضا الخاسرون.

لكن إسرائيل مع ذلك تدعي الانتصارات، ويهدد نتنياهو وليبرمان ومعهما وزير الأمن العام جلعاد اردان، بضرب القوات السورية إذا اقتربت من حدود الجولان. وهذه التهديدات لا ترقى إلى حجم البالونات، لأن الغزيين رفعوا قيمة البالون الحراري الذي صار عنوان مقاومة من الطراز الحارق. أما كلام المسؤوليين الإسرائليين تهديدا ووعيدا، فلا يعدو كونه صناعة وهم، واختلاق بطولات فارغة، تماما كما اختلقت إسرائيل سر مطاردة جاسوسية وراء ساعة ديفيد كوهين.

وجدت تل أبيب ساعة جاسوسها الشهير في مزاد علني، فاشترتها وصنعت منها إنجازا. لكن الجنوب السوري اليوم، وصواريخ نصرالله كل يوم، سوف تبقي اسرائيل على قلقها حتى قيام الساعة.