متجاوزا كأس العالم و اضوائه لجأ نجيب ميقاتي الى الملاكمة السياسية والفن النبيل ضرب من تحت الحزام وفوقه فثبت جبران باسيل ارضا واسقطه بضربة نصاب قاضية .
وفن اللكمات المباشرة سهر عليه رئيس حكومة تصريف الاعمال ليلا حتى مطلع الصباح وبالاتصالات الصامتة التي أمنت جلسة حكومية بستة عشر وزيرا .
و”بدك تحب لبنان ..حب صناعتو” تلك العبارة الشهيرة التي صاغها الوزير الشهيد بيار الجميل ..طبقها وزير الصناعة جورج بوشكيان واصبح بين ليلة وضحاها الوزير الذهبي في حكومة ميقاتي المصرفة للاعمال.
وقبل اكتمال النصاب بالوزير الارمني ارسل بسيل طردا مفخخا الى جلسة مجلس الوزراء وتم حشو وزير الشؤون هيكتور حجار باطنان سياسية متفجرة وزنر الرجل بحمولة زائدة من اجهزة الطرود المركزية لرئيس التيار وجلس كمراقب في مكتب الامين العام.
وما ان تأكد من تأمين النصاب حتى دخل القاعة الوزارية على صورة انغماسية مطالبا ميقاتي التوقف عن عقد الجلسة وسمع صراخ الرئيس والوزير الانتحاري الى خارج القاعة.
ولكن رئيس الحكومة استمر في جدول الاعمال ولم يبلغ الاشكال مرحلة التدافع او لمس الاكتاف كما تردد. عطل ميقاتي مفعول الصاعق الذي سعى الى تعطيل الجلسة قائلا : اذا كان البعض يتلطى وراء الدستور والعيش المشترك فنقول له انهما لا يتحققان بموت الناس وبكل الاحوال لن يحصل ذلك عن يدنا.
وهدد رئيس الحكومة بقانون العقوبات لناحية بند منع الجرائم وقال: اذا كنا سنجاري الداعين الى عدم عقد هذه الجلسة، فسنكون مشاركين في جريمة قتل بالامتناع .
وفي معلومات الجديد ان ميقاتي لم يعقد هذه الجلسة الا بعد التشاور مع كل من البطريرك الراعي والقوات اللبنانية المرجعيتن المسيحيتين كنسيا وسياسيا وذلك تجنبا لاي منزلق طائفي قد يسبب شرخا اضافيا في البلاد.
وتقول هذه المعلومات ان طرفي الكنيسة ومعراب لم يكونا على معارضة تصل الى المقاطعة انما طالبا بالحفاظ على التوازن والدستور.
ويعتزم ميقاتي بعد هذه الجلسة غسل الذنوب تحوطا وذلك من خلال القيام بعمرة السبع اشواط في مكة المكرمة قبل الطواف السياسي الاقتصادي الى الرياض حيث يشارك في القمة السعودية الصينية ليوم واحد.
ولدى عودة الحاج نجيب سيعمد الى تكرار الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء تحت اهداف انسانية تعد اولويات الناس.
ولكن خطوة ميقاتي في كسر المألوف الحكومي والسياسي وفي تنفيذ ما رآه مناسبا لتسيير احوال المواطنيين بالحد الادنى سيرد عليها جبران باسيل في اجتماع التكتل غدا .. بعدما احدث شرخا في تكتل الطشناق واستكملت خروقاته لتصيب عمق تفاهم مار مخايل الذي كان يهتز اليوم على وقع تصريحات نواب التكتل وناشطين عونيين.
وامام كل هذا العرض الهزلي .. اين حزب الله مما يجري ؟ وهل مازال حلفه مع التيار معمدا بالعلاقة مع العماد ؟ ام ان نزول الرئيس ميشال عون عن شجرة بعبدا واسناد القرار الى جبران منفردا قد ولد قراءة جديدة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي؟
فتفاهم مار مخايل اصبح تحت دعس الخيول العونية فيما الحزب لم يدل بأي من المواقف التي تبقي هذا التفاهم على قيد الحياة او ترديه صريعا على مذبح الرئاسة.
وقياسا على تغيير قواعد الاشتباك بين حزب وتيار… والحرب التي قادها جبران على جلسة اليوم… واستنفار العصبيات الطائفية من الكنيسة الى الرأي العام المسيحي فإن نجيب ميقاتي نجح في تخطي حبل النار السياسي كما لم يتمكن غيره من قبل.