Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 7/12/2022

حركة “مواطني الرايخ” المتطرفة كادت تستولي على المؤسسات الدستورية في ألمانيا.. فاهتزت الدولة على وقع محاولات انقلاب أحبطتها السلطات الألمانية…

هي حركة تزامن وقوعها مع انقلاب الرايخ اللبناني جبران باسيل على المؤسسات والأحزاب والتيارات، وضمنها نفسه وتياره لا تنسيق بين الحدثين سوى أن عوامل الجينات السياسية متوارثة، من  “رايخسبرغر” إلى رئيس التيار الوطني الحر…

فالحركتان تسيران على أيدولوجية أن لا شرعية للسلطات، وتصف رؤساءها بأنهم مجرد دمى وينطلق باسيل في انقلابه اليوم على مسار الذئاب المنفردة التي قررت خوض الحرب على الجميع، بهدف التفاوض على موقع الرئاسة الأولى.

وبمرور يوم ونصف على موقعة جبران، ظل حزب الله محتفظا بسلاح صمته ولم يعط تراخيص لنوابه ووزرائه وسياسييه بإنهاء الهدنة المستمرة منذ ستة عشر عاما بموجب تفاهم مار مخايل.

وتتوقع المصادر القريبة من الحزب الإبقاء على قواعد الاشتباك كما هي راهنا من دون تغيرات جذرية.

لكن هذا لم يمنع إجراء قراءة في واقع باسيل السياسي إذا ما قرر الذهاب إلى المقاطعة النهائية، واختيار “البريكزت” عن حزب الله لتقديم أوراق اعتماد للغرب والشرق، وإلى “الأكس” السياسي سمير جعجع وهذه القراءة تبدأ أولا بالتساؤل:

* ماذا لو قرر حزب الله سحب ودائعه النيابية من تكتل لبنان القوي.. وفتشوا هناك عن نواب مسيحيين تحديدا في كل من البقاع الشمالي والغربي والأوسط وبعبدا وبيروت الثانية.. وعن الشوف وعاليه عندما رمى الحزب بثقل أصوات وهاب وإرسلان ليدفع بها إلى نواب جبران ويخسر الحلفاء…

وتحصي مصادر سياسية أن باسيل قد يخسر نصف كتلته إذا بدأنا العد، وضمنا أصوات الأرمن…

فالتيار الذي وصل عام ألفين وخمسة بسبعين في المئة من أصوات المسيحيين وشكل العماد ميشال عون أيقونة التمثيل المسيحي، لم يعد على هذه الصورة الجارفة..

وقادت حروب صهره إلى أن يخرج عون من الرئاسة قائدا على مسيرة جهنم.

لكن هذه الحروب مستمرة في إشعال نيرانها بعد نهاية العهد..

ولعل أخطرها تهديد باسيل باللامركزية الإدارية الموسعة على الأرض ما لم تتحقق بالقانون.
هذا يشكل قرار الانتحار لرئيس التيار ويدفع باتجاه تقسيمي مقيت جربه نوابه وناشطوه عبر تصريحات وآراء انعزالية تفتت أبناء الوطن وبمقدار خطورة كلام باسيل على الوطن ككل..

فإن أبرز نقاط هذه الخطورة تكمن أيضا في زرع الشقاق بين حزب وحركة وبين سنة وشيعة في الجهة المقابلة…

ولكن بهلوانية جبران هذه المرة هل تزيح الحمل عن أكتاف حزب الله.. فينهي الحزب حلفا صار عبئا عليه وعلى البلد؟ مصير هذا التفاهم المتداعي أصبح اليوم في يد حارة حريك التي تجد أن عليها تنفيذ وعدها الصادق لسليمان فرنجية.. وهو الأمر الذي هز عرش التفاهم بكامل بنوده…

يحدث هذا الصراع الخفي بجزئه الحزبي على العتمة التي خلفها تيار سياسي أمسك بوزارة الطاقة اثني عشر عاما ولا يزال وآخر تطورات الظلام الكهربائي أن الساعات العشر لم تكن بدورها وعدا صادقا، وتقلصت إلى أربع ساعات.. إذا دفع مصرف لبنان القيمة المطلوبة منتصف هذا الشهر.