IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 15/12/2022

عقوبات العاقبية .. مع وقف التنفيذ، إلى حين انتهاء التحقيقات ووصول تقرير الطب الشرعي فنيران الليل لم يكشفها النهار، وظلت خيوطها معقودة على بلدتين عند ساحل الجنوب.

,لكنها رسمت مرة جديدة خطوطا حمراء مع أصحاب القبعات الزرق ووضعت الأهالي أمام عواقب ومسؤوليات…

فالأزمة أصبحت دولية، ومع قوات طوارئ غالبا ما تسير دورياتها بأمن وحسن سلوك، ولا تخرق قواعد الاشتباك إلا في حالات نادرة.

ولكنها ليل أمس ضلت طريقها وسط حال الغليان الرياضي وانتشار المشجعين في شوارع وساحات…

ولما انزلقت إحدى دورياتها وأضاعت دربها، حصل الاشتباك مع سكان لم يعتادوا عبور اليونيفيل من مساحاتهم .

ولأن “غضب الأهالي” يترجم عنفا وتكسير آليات.

فقد احتدمت الرواية ودخل إلى حبكتها الرصاص الذي غير في مسار الإشكال وحوله الى دموي.

وحتى اللحظة تحقق استخبارات الجيش في مصدر إطلاق النار من العاقبية وتتبين ما إذا كان الضحية الإيرلندي قد سقط بنيران مباشرة من مسلحين في البلدة، أم من جراء تدهور الآلية على طريق تشهد منحدرا خطرا.

وفي أي من الأسباب، فإن الحادث كان مستنكرا، ولم تكن أسبابه تستدعي الاستنفار من السكان والاعتداء على قوات يفترض أنها لحفظ السلام.

وعلى مبدأ الاستنكار تدخلت قوات الطوارئ السياسية، وانهمرت المواقف والاتصالات والإدانات لتطويق الحادث ومنع تدهوره إلى منحدرات سياسية خطرة…

فحزب الله أجرى اتصالات باليونيفيل ونأى بنفسه عن الإشكال.. وأكد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا أنه حادث غير مقصود.

وأما حركة أمل البيئة الحاضنة للأهالي، فقد أوفدت وبتكليف من الرئيس نبيه بري كلا من النائبين علي خريس وعناية عز الدين وعضو المكتب السياسي في الحركة علي بزي، لزيارة مقر قيادة قوات الطوارئ الدولية في الناقورة لتقديم العزاء بوفاة الجندي الإيرلندي.

وعلى المستوى الرسمي أحاطت رئاسة مجلس الوزراء ووزارتا الخارجية والدفاع ووزير الداخلية بحادث العاقبية.. مؤكدين الإصرار على متابعة التحقيق للتمكن من محاسبة المرتكبين…

ووفق مصدر أمني للجديد فإن المرتكبين لم يتم توقيف أي فاعل منهم.. وقد يكونون التجأوا إلى حمايات سياسية…

وهنا فإن على الذين يعالجون الإشكال بمواقف الاستنكار والإدانة أن يبادروا إلى تسليم مطلقي النار فور تحديد هوياتهم من قبل استخبارات الجيش والقوى الأمنية.. وإلا فإن المواقف المستنكرة وحدها لا تشكل إلا “ورقة نعوة” للأمن في البلد، لاسيما أن ايرلندا وفي أول تعليق لرئيس وزرائها مايكل مارتن قالت إننا: “نعمل في بيئة عدائية صعبة”،

وأوراق نعوة من مئة وعشرين نائبا مع رئيسهم صدرت اليوم عن مجلس النواب.. مختتمة الأحزان لهذا العام في جلسات انتخاب الرئيس…

ولكن ختامها “مسخ” وليس مسكا.. لكون عدد من النواب قد مثلوا في جثة الفخامة وأهانوا موقع الرئيس وافتعلوا أسماء وهمية.. وارتكبوا جرائم رئاسية ونكلوا بالموقع وشخصيته وهامته…

وإذ صوت أحدهم بعبارة “صارت مسخرة”، فإنه صور الواقع على انهياره وقلة مسؤوليته.. فالأوراق الملغاة.. هي المأساة، لأنها انطوت على ترشيحات وأوراق سود، اختلطت مع الأوراق البيض وقدمت إضافة إلى المسخرة اسم شفيق مرعي.. الموسوم بفساد الجمارك…

عونيون أو مستقلون أو من أصحاب العفة السياسية.. كلهم تعاطوا الرداءة الرئاسية.. وضربوا لنا موعدا في العام المقبل.

ولم تكد المسرحية تسدل ستارتها الأخيرة وقبل أن يعلن عن فقدان النصاب.. كان الرئيس نبيه بري قد “فض السيرة” وأحال الجلسة على التقاعد إلى سنة ألفين وثلاثة وعشرين.