لم يفتح المولوتوف ناره.. فكان الرصاص ولليلة الثانية استمر الاعتداء على مبنى الجديد معتمدا توقيتا محكما هذه المرة.. حيث تربص الرصاص كالقناص، وتحين لحظة يخرج فيها أفواج الموظفين من المؤسسة بعد انتهاء النشرة الليلة…
وقرابة الواحدة من ليل أمس تخطى مجهولون الحراسة والأمن، وأطلقوا الرصاص باتجاه المبنى فأحدثوا ذعرا في المكان والاعتداء الثاني هو برمزيته،
ولم يكن بحجم أضراره فهو يعكس عجز الفاعل بالرد إلا عبر لغة النار والترهيب فعندما يصاب اللسان والكلمة بالتردي، لن يجد المعتدي إلا سلاح العنف للرد, ويستعيض عن الكلام بإضرام النيران لكن هذه اللهجة ما أخافت يوما الجديد وفريقه..
وسواء تبرأ الفاعلون من جريمتهم ونسبوها إلى فوضويين وغوغائيين ومتفلتي الشارع.. فإن الشارع هذا لم يكن ليتفلت لو لم يستند إلى مرجعيته الحزبية والسياسية…
وردا على الرصاص فإن للجديد لغة وحيدة.. مخزونها، طلقات من الكلمات الحرة التي عندما تكتب.. يسمع أزيزها.
وأما أساليب الإرهاب والتطرف فهي صورة طبق الأصل عن مستخدميها.. وحان الوقت بعد عشرين عاما من النضال الإعلامي أن يدركوا أن بوابات الجديد لم تفتح سابقا بالمواد الحارقة ولا بالتكسير أو بالتظاهر الحزبي المنظم، ولا بقنابل المولوتوف ومؤخرا بالرصاص أما للحملات الأكثر تنظيما بقيادة الجيوش التي تحتل مدنا وهمية وتسجل بطولات افتراضية.. فإن الرد الليلة في “فشة خلق” سيكشف عن رداءة محتوى الحملة ومنظميها..
وسيوضح بالتفصيل المسار الذي اتبعته تلك الجيوش لتنفذ هجوما على الجديد متأخرا عن بث الحلقة يومين اثنين.
وهذا المسار سيبين الكذبة منذ نعومة انطلاقتها وصولا إلى تحويلها إلى تهمة عبر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي استند بيانه إلى ضلال.. قبل أن يرجم الجديد وفريقها العامل بتهمة خدمة عدو صهيوني…
وليس بالرد وحده سنواجه الضالين، إنما بالاحتكام إلى القضاء.. في شكوى مباشرة ضد المجلس الشيعي الأعلى واتهاماته الخطرة، إضافة إلى دعاوى قضائية ضد كل من أذل وحقر وأهان موظفا واحدا من المؤسسة.
وإذا كنا سنتدبر أمر الشكاوى ورفع الظلم بسلاح الكلمة الحق.. فمن سيرفع الظلام والظلم عن كل اللبنانيين الذين سيجدون أنفسهم مرة جديدة أمام طوابير الذل عند محطات البنزين أو في فروع بنك الموارد، بعدما أعلن مصرف لبنان أنه سيفتح أبوابه أمام الراغبين في شراء الدولار على سعر صيرفة الموارد تبرع لأن يكون مخلصا وإن بتقنين أموال الناس…
ولكن خطوته تلك ستحوله الى محجة ومقصد للوافدين الذين سيعلنون الاقامة الدائمة عند ابوابه.