طعن الدستوري في الموازنة جاء مطابقا لميزان السوق السياسية الموازية.. أو أقرب إلى الحالة الفيروزية “كتبنا وما كتبنا”، حيث طعنا ولم نطعن, اعتمدنا السلم الموسيقي النيابي ومررنا موازنة لا تجني على انتظام المالية العام.. هذا على اعتبار أن المالية منتظمة، وسيهتز عرشها بضربة طعون
وسير الدستوري موازنة من دون قطع حساب، متأثرا بالمنخفض الجوي السياسي الراهن والمستمر بقطع الأنفاس المالية منذ ثلاثة أعوام وبمعدل الأعوام المذكورة فإن قانون الكابيتال كونترول يترنح من جلسة إلى جلسة مشتركة.. أصبحت أمواله ركاما وما زال المشرعون يحفرون الصخر لقوننته عبثا وضياع وقت وفرص، وسط غياب أي مسعى لإعادة هيكلة المصارف أو التوافق على توزيع الخسائر..
وفي ظل تكرار معزوفة الدفاع عن أموال المودعين التي تصلح مادة في قانون الانتخاب ولأن الكابيتال كونترول وإعادة الهيكلة والهيئة الناظمة للكهرباء وتدقيق حسابات المصارف والوزارات، وتقدير أصول المركزي ورفع السرية المصرفية.. هي من شروط الإصلاح التي يطالب بها المجتمع الدولي وصندوق النقد.. ولكون لبنان خدع الدول ومجتمعاتها والصندوق والبنك الدولي، ولم ينفذ أيا من الإصلاحات المطلوبة.. فإن الأنظار تتجه إلى الوفد القضائي الأوروبي الذي يصل إلى بيروت في التاسع من هذا الشهر، ويقيم في الربوع اللبنانية مدة أحد عشر يوما ويحمل الوفد معه لائحة من خمس وعشرين شخصية، تنوعت بين مصرفية وقضائية وربما سياسية.. سيجري الاستماع إلى إفادتها وسط تكتم وغموض يحيطان بالعمليات المشبوهة التي سيتم التحقيق فيها وقد يقرر الأوروبيون التوسع في التحقيق واستدعاء شخصيات إضافية
وإذا كان عنوان الفريق الأوروبي التحقيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والذي لم يتبلغ إلى اليوم بأي طلب حيال ذلك.. فإن العناوين والأسماء تبدو أوسع وأشمل من حاكم.. وسيكون لبنان أمام حتمية التعاون مع الوفد تطبيقا للمعاهدات الدولية، وبينها معاهدة مع الأمم المتحدة صادرة عام ألفين وتسعة فهل سيطبق الوفد الأوروبي ما رفض لبنان تطبيقه إصلاحيا؟ وهل يحمل خطة لفرض الإصلاح بقوة الضغط والتهديد بالعقوبات على كل من لا يسهل التحقيق؟ فهذا البلد بحكامه المتعاقبين وبأخطبوط سياسي حزبي يمثل حكم المافيا.. لم يمتثل لأي تهديد دولي.. وأعجبته نغمة أنه بلد محاصر دوليا وعربيا.. وجلس أركانه ينعون الأزمة والوطن والمواطنين، من دون أن يرتكبوا مبادرة واحدة تعيد لبنان بلدا منتجا ويكفي نفسه بنفسه لم نستح من أي توبيخ دولي.. وكانت العبارات المهينة تنزل على المسؤولين كالشتاء، فيعتبرونها مجرد غيمة صيف ويستكملون التعطيل والضرب بالمؤسسات الميتة وتجويع الرعية.. إلى أن حرمنا ساعات الكهرباء القليلة التي كان اللبنانيون موعودين بها
ووسط ذلك، كان بعض الحكم يستمتع بضرب بعضه.. ويعلن النصر على الوهم.. ويطيب له أن هناك عدوا اسمه رياض سلامة نحمله وحده مسؤولية الهزيمة التي يتشارك فيها الجميع، وسلامة ضمنا اليوم يصل وفد قضائي اوروبي ..وقد يكون جاءنا ليضرب السيادة القضائية لكن اين هو قضاؤنا ؟ وكيف حولناه الى قوة ضاربة تتوغل وتنفذ غارات وتتقصد فئات دون آخرى .. وتعدنا عميدته غادة عون بغارة واحدة باستعادة تسعة مليارات دولار .. ثم تخنث بالوعدايا كانت مهمة الوفد الاوربي .. بفرض الاصلاح عنوة او بالبحث عن اموال مهربة .. او بمجرد هز العصا للنظام اللبناني فإنه سيضرب ..حيث فشل اللبنانيون.