IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 06/02/2023

على فالق “المشرق” وعمقه التركي هزت الأرض لم تقع لكنها أخرجت أثقالها بزلزال مركزه قرب عنتاب ضرب إدلب وحلب وحماه ومعظم الساحل السوري وهز لبنان من خاصرته الشمالية الى بقية المدن ووصلت أصداؤه إلى فلسطين والأردن والعراق. سبع درجات فاصلة ثمانية على مقياس ريختر وبزمن لم يتعد الستين ثانية سقطت الأبنية والبيوت على نائمي الليل وبلمحة بصر حولت آلاف الأرواح إلى قتلى ومصابين ومشردين في عراء الصقيع.

هي الثواني الاشرس من الحرب , الآلة العسكرية  الحادة التي خرجت من باطن الارض , فكان سكان الابنية في مواجهة عدو غادر , لا يرى لكنه يقتل  الناس ويسوي ارواحهم خليطا  مع بيوت  حمتهم وكانت دفأهم وملاذهم.

وعلى أقوى زلزال يضرب بلاد السلطنة منذ زلزال مرمرة المدمر عام تسعة وتسعين التفت كل مشاعر الشعوب من التعاطف والأسى لمشاهد انتشال الضحايا من تحت الركام والأنقاض وتحولت كل قلوب الناس إلى الجنسية التركية والسورية وعليه استنفر متسيدو العالم وأجرت دولهم عملية إجلاء من مربع الإنسانية وأقامت خلية أزمة للفرز والضم وكما تقاسموا الأرض في حروبهم وحولوها إلى مناطق متنازع عليهاوأقاموا فيها ممراتهم الآمنة وقواعدهم العسكرية فلقهم الزلزال بين ضفتينفنالت تركيا الحصة الأكبر من جيوش المساعدات والمتطوعين بقيادة الولايات المتحدة فيما تبنت روسيا الكارثة السورية وأرسلت قوافلها لمساعدة دمشق في مصابها.

أما لبنان الواقع على فالق الأزمات السياسية والاقتصادية والقضائية فناله من ” الرعب ” نصيب إذ عاش اللبنانيون فجرا يقطع الانفاس ابتدأ بهزة مرتدة للزلزال هي الأقوى عند الثالثة وسبع عشرة دقيقة دفعت باللبنانيين إلى ترك منازلهم واللجوء إلى الشوارع والساحات العامة وحتى البقاء في سياراتهم تحت حماية  مناطق مفتوحة.

وعندما استفاقت السلطة جمعت اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات وأمهلت البلديات اثنتين وسبعين ساعة لإجراء المسوح حول الأبنية المتصدعة بفعل الإهمال .

هذه الإجراءات يفترض أن تتم قبل وقوع الكارثة بخطوات استباقية لساعة الغفلة وللظواهر الطبيعية التي تضرب بلا موعد ولا استئذان وتأتي من حيث لا نحتسب. والسلطة نفسها نأت بنفسها عن المصيبة التي جمعت بين بلدين فرقتهما الحروب والسياسة فأوفدت عناصر من الجيش اللبناني ومن فوج الإطفاء والدفاع المدني لمساعدة الأتراك في عمليات الإنقاذ لكنها فتحت خط ترانزيت لوزير الصحة السورية علي الغباش ردا لجميل وقوف سوريا في أغلب المحن إلى جانب لبنان  وأوفدت وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية لاستقباله على أرض مطار بيروت.

وعبر الياف حمية الضوئيه وشبه اتصالاته مع سوريا تم ترتيب اتصال اجراه رئيس  الحكومة نجيب ميقاتي مع نظيره السوري حسين عرنوس متضامنا ومعزيا بالضحايا ومنهم افراد من عائلته. وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عزى بدوره في اتصال هاتفي نظيره السوري فيصل المقداد بضحايا الزلزال المدمر معربا عن الإستعداد لتقديم كل مساعدة ممكنة ضمن الامكانيات المتوافرة …