IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 12/08/2018

عند الحد الفاصل ما بين “عين التينة” و”معراب” و”بيت الوسط”، توقفت المراسيل الجوالة، وكلمة السر لم تصل بعد إلى صندوق بريد التأليف. أما الأجواء الإيجابية التي أشيعت في الساعات القليلة الماضية، فغير مطابقة لمواصفات التأليف.

وعملا بسياسة الهروب إلى الأمام، رمي بورقة الثلث المعطل في بازار المزايدات، ليتبين أن الورقة لا تصرف في سوق الأوزان والأحجام، وأن الوزير الملك كان صالحا للاستعمال مرة واحدة فقط لا غير، يوم دخل الحريري البيت الأبيض رئيسا للحكومة وخرج منه رئيس حكومة مستقيلة. وإذا ما جرى التسليم بقضاء الثلث المعطل وقدره، فتحقيقه رهن بتحالفات ثلاثية ورباعية بعيدة من التشكل في الوقت الراهن.

وأهون الشرور تقديم تشكيلة ثلاثينية على القاعدة العشرية، وربطا، فإن تكتل “لبنان القوي” أسقط الاحتمال من قاموسه السياسي، وقال النائب إيلي الفرزلي ل”الجديد”: إن غاية التكتل أن يكون معيار التوزير واحدا، يقوم على أحقية التمثيل لكون مجلس الوزراء صورة مصغرة عن مجلس النواب.

في معلومات “الجديد” المستقاة من مصادر المتشاورين، فإن حل العقدة المسيحية في يد الحريري، وحل العقدة الدرزية في يد بري، ولا مانع لدى “التيار الوطني الحر” من التخلي عن الخارجية لصالح “القوات”، لكن المشكلة تكمن في قبول “حزب الله” بذلك. النائب جورج عدوان، وفي مقابلة مع “الجديد”، قال إن “القوات” تنازلت عن المطالبة بخمسة وزراء في مقابل أربعة وزراء بينهم وزير سيادي. “حزب الله” طالب بآليات واضحة تلزم الجميع وتعتمد تمثيل الكتل النيابية كلها. حركة “أمل” رأت أن الوقت ليس وقتا يمكن أن نضيعه في نقاشات عقيمة حول الأحجام.

وعلى ما تقدم، فإن التأليف دخل في سباق مع التطورات الميدانية على جبهة إدلب، والتي لن يكون لبنان في منأى عن تبعاتها، وما قبل إدلب لن يكون كما بعدها، في ظل صراع محورين: “حزب الله” وإيران وروسيا وسوريا من جهة، وأميركا وتركيا ودول خليجية من جهة أخرى، وغلبة أحدهما على الآخر ستغير معالم الحرب والسلم على الأرض، في معركة حاسمة لن تكون فيها مناطق خفض توتر ولا نقل مقاتلين إلى أماكن أخرى. معركة ستغير المعادلات في ما لو انتصر فيها الجيش السوري، لتصبح سوريا في مواجهة مع قوى عالمية عظمى ستصيب شظاياها لبنان.

وبالتزامن عادت الحرارة إلى الخطوط البرية بين ال”سين- سين” إذ ستنطلق أول رحلة سياحية برية لأول مرة منذ سبعة أعوام، من جدة إلى سوريا عبر الأردن، الخميس المقبل، في وقت تستعد فيه دمشق لإعادة فتح معبر “نصيب” الحدودي مع الأردن، الذي أغلق قبل سنوات بعد سيطرة المسلحين على المعبر، ولبنان ينأى بنفسه عن علاقات ندية مع أقرب جار إلى الدار و”ما إلو بالطيب نصيب”.