خرج الدولار عن أطواره، وأصيب بالصدع.. فلعب طلوعا على أرجوحة تسببت للمواطنين بالدوار وفي وحدة قياس ضغط الدولار فإن أرقامه كانت تتبدل بين دقيقة واخرى، وترتفع مصابة بمس عقلي..
وتعطلت الآلة الحسابية التي عجزت عن تتبع سعره أو الرهان على ثباته وعند الرقم 143 ألفا للدولار الواحد مقابل الليرة..
ضربت الهستيريا أسواق البنزين والغاز والدواء والاتصالات، بعدما قفز الدولار ثلاثين ألفا في ساعات وقبل أن يواصل طلوعه نحو رقم فاقد للتوزان.. تدخل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة معلنا في تعميم عاجل عن إجراء عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقدا على سعر صيرفة المحدد ب90 ألف ليرة.
والهدف من هذا التدخل هو الحد من ارتفاع سعر صرف الليرة في السوق الموازية والمحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي.
وفائدة هذا التعميم في ساعاته الاولى أنه خفض سعر الصرف من 143 ألف ليرة إلى 105 آلاف ليرة…
ولكن هذا العلاج لن يتمكن من لجم السوق سوى بضعة أيام.. قبل أن يعود النزيف الى العملة الوطنية كما المراحل السابقة وتعبيرا عن حالات الغضب أقفلت الطرقات في العاصمة بيروت وعند مداخلها الجنوبية فيما الغضب الاوسع شمل مناطق من طرابلس الى عكار على ان تكون ساحة رياض الصلح على موعد غدا مع تحرك ثوري.. يتزامن وانعقاد جلسة اللجان النيابية المشتركة للمرة الاولى منذ إعدامها الشهر الماضي.
وانطلقت دعوات الى المشاركة في اعتصام وتظاهرة الغد، وحملت شعارات “الشعب يجهز العدة للثورة، و”يا شعب لبنان ثوروا على الطغيان”..
ويشارك في هذا التحرك نواب من التغيير وعسكريون متقاعدون وعدد من النقابات وللالتفاف على الشارع فإن هناك مساعي لتحويل جلسة اللجان المشتركة الى جلسة مساءلة للحكومة علما ان النواب انفسهم كانوا دفنوا اللجان وشيعوها في مراسم وداعية..
ولكنهم غدا سيستعملونها للتمويه السياسي وتطويق الشارع وبمعاونة من جمعية المصارف فإن التوجه هو لتعليق الاضراب بدءا من غد الأربعاء وبهذه الحال تكون الجمعية واللجان المشتركة قد استفاقتا فجأة على تبريد الاجواء وطرح المساءلة وتعليق الاضراب.. فيما الشارع نحو ضرب حديد الدولار وهو حامي…
وتقول المعلومات إن تواصلا حصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كان موجودا في قبرص، وتم إبلاغه بضرورة مثول الحكومة غدا امام اللجان..
ولكن ميقاتي كانت لديه ملفات أعمق لطرحها مع الجيران في قبرص في مجالات التعاون السياحي والخدماتي والانمائي.
واكد الرئيس القبرصي دعم الموقف اللبناني لمعالجة مسألة النزوح السوري بما يضمن تحقيق الاستقرار في لبنان ومع ان قبرص قريبة ..
ولكن دولة الامارات العربية المتحدة قد تكون الاقرب الى المساهمة في حل ازمة النازحين ليس في لبنان فحسب بل في الدول المحيطة بسوريا.
وقد أعلنت عن ذلك بوضوح خلال لقاء رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي شدد على ضرورة بذل جميع الجهود المتاحة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين بعزة وكرامة إلى بلدهم وبمد الجسور الاماراتية سيصبح ملف عودة النازحين متحركا ويخرج من دائرة جموده الطويلة لاسيما إذا ما قررت الامارات العربية المتحدة ان تضخ جهودها في مناطق سورية مدمرة لاعادة اعمارها وتنظيم العودة اليها.. او اقامة مخيمات موقتة الى حين إتمام جاهزية البنى التحتية وبهذا الحل يدخل لبنان الى شبكة عربية انقاذية تقودها الامارات.. دولة الإعمار في السياسة والخدمات.