دخلت “الرمانة” تشريعيا إلى “القلوب المليانة”، فانفجرت في اللجان النيابية وحولتها إربا غير مشتركة واللجان التي كان في نيتها الانعقاد على صياغة تمويل للانتخابات البلدية. تحولت الى حرب اهلية..
وبدا واضحا منذ الدخول والانعقاد أن الشياطين تنتظر حضور التفاصيل وأن نواب حركة امل يتقدمهم غازي زعيتر دخلوا مدججين بالنظام، وخارجه بافتعال إشكال يقلب الجلسة رأسا على عقب، وذلك من خلال التحرش النيابي بالنائب المنتظم ملحم خلف.
وبدأت الجلسة نقاشا في تمويل الانتخابات التي يتضافر الكل على تطييرها، لكنهم يتصنعون العكس وقد عرض النائب علي حسن خليل اقتراحه بطلب ألف وخمسمئة مليار ليرة من سلفة الخزينة لإجراء الانتخابات، ما يحتم عقد جلسة تشريعية.. الأمر الذي رفضه التغييريون والكتل المسيحية، واقترحوا تأمين المبالغ المالية من حقوق السحوبات الخاصة من صندوق النقد.
ولكن مسار النقاش وأصوات النباح النيابي إلى خارج القاعة، والضرب على الطاولات غير المصور، وتسريب أنباء معركة “واترلو” النيابية المشتركة..
كلها أسست لفضيحة جديدة عن التعايش وعن ممثلي أمة نقلوا خلافات الشارع إلى القاعة العامة، واستعدوا لحرب ضروس وهيأوا لها الجبهات كان الكلام بالنظام أولا..
ولكنه خرج عن الانتظام واللياقات والأصول.. وفتح جبهات ومنصات، كان أعنفها ما دار بين النائبين سامي الجميل وعلي حسن خليل، الذي اتهم الكتائب والقوات بالإجرام وعدم الامتثال لقاضي التحقيق في جريمة الطيونة.. وذلك ردا على نواب أخذوا عليه تهربه من العدالة في جريمة المرفأ حال من الهستريا النيابية التي لا ضابط إيقاع لها.. وهي دفعت بالرئيس نبيه بري الى شطب المحضر…
ولكن الجميل طالب رئيس المجلس خلال اتصال هاتفي بنشر هذا المحضر و”شيخ الصلح” في هذه الواقعة كان التيار الوطني الحر ونائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي وزع حبوبا مهدئة للإعصاب.
خرج تكتل لبنان القوي ببيان الواعظين الناسكين والقديسين الصائمين عن الرذائل.. فدعا بيانه الى التعقل وضبط الخطاب السياسي لمنع الإنزلاق الى التحريض الغرائزي والطائفي الذي يؤدي الى ما لا تحمد عقباه…
وكأن صائغ هذا البيان ليس هو نفسه جبران باسيل الذي اعتلى المنبر في خطابين متوترين.. فصنف بين المسيحيين والمسلمين، وقسم وفدرل، حتى دفع بنائب من عرينه السياسي وهو الياس بوصعب الى وصف خطاب رئيس التيار بالاستفزازي لكن بوصعب وحتى اللحظة لم يتلق قرار عزله من التيار كجري العادة تجاه كل من يخالفه الرأي.