أسرع من الصواريخ البالسيتية التي كانت تقلق أمن السعودية بتوقيع إيراني، جاءت أنظمة الرادار السياسي لتجري تفعيلا على تنفيذ اتفاق بكين هي عاصفة حزم سياسية سعودية-إيرانية هذه المرة.. وتشمل أنظمتها دولا محيطة، تبدأ باليمن وتنتشر إلى سوريا والعراق وربما لبنان لاحقا فهندسة الاتفاق المبرم في الصين أطلق أول دفاعاته العملية بوفود فنية تقنية وسياسية، توزعت بين صنعاء وعمان وطهران ومشهد والرياض في المرحلة المقبلة ومن النتائج المرتقبة لحركة الملاحة الأرضية في منطقة الخليج وبلاد فارس، فتح سفارات وقنصليات، وهدنة شاملة في اليمن، وعلاقات ودية بعدما وصلت إلى العدائية مصالحات وكفكفة دموع، ووقف الحروب، وتقاعد للصواريخ العابرة للمدن، وتحرير مساجين.. وتوازيا وقف قطار التطبيع الذي كانت إسرائيل تمني النفس بتسيير رحاله نحو المملكة العربية السعودية وباعتدءاتها على المصلين في الأقصى وتنكيلها اليومي بالفلسطينيين.. أبقت إسرائيل كيانها خارج كل هذه المصالحات والاتفاقات، لا بل ووجدت نفسها عدوا للجميع فالمستفيد هو كل المنطقة.. والخاسر هو إسرائيل التي استقرت عند حدود مقلقة: معركتان في داخلها إسرائيلية وفلسطينية, جبهة مفتوحة على صواريخ من الجولان, وجبهة كالخنجر في جنوب لبنان.. فيما إيران تتقدم نحو المنطقة بأغصان الزيتون، وفي خلفيتها دولة أصبحت قابضة على القنبلة النووية وأميركا المخيرة بين تمرد إسرائيل على قراراتها وهز العصا لها في المنطقة، ستكون مع خيار تأنيب تل أبيب للمرة الأولى وما تشهده المنطقة حاليا من توافقات وحالات وئام، سيخرج أميركا من القيد الاسرائيلي، وإن على سبيل التجربة.. لاسيما بعدما أعلنت إسرائيل العصيان على حل الدولتين، ومرغ نتيناهو القرارات الأميركية بالأرض، ولم يستجب لدعوات وقف الاستيطان وضم الضفة والتمرد الإسرائيلي كان على صاحبة مشروع حل الدولتين، أي الولايات المتحدة، وعلى المجتمع الدولي والامم المتحدة والجامعة العربية.. إلى أن أصبحت واشنطن اليوم في معسكر المنطقة، وإن على سبيل كسر الشوكة الاسرائيلية.. في تجربة نادرة لكن هذا الخط لا يصل أميركا بالصين التي أجرت اليوم محاكاة حربية جوا وبحرا لردع تايوان، وهي تدرك أنها محاكاة غير ودية تخاطب بها أميركا اما التمرد المتأخر فقد أطلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الأجواء الصينية عائدا إلى باريس، مقترحا في مواقف من صنع صيني، أن تقلل أوروبا من اعتمادها على الدولار الأميركي خارج الحدود الإقليمية، وألا يكون الأوروبيون أتباعا للولايات المتحدة في أزمات لا دخل لأوروبا بها وهي انتفاضة تخطاها الزمن وسبقتها الحرب الاوكرانية الروسية التي أوقدت أوروبا على الحطب ولبنان بين كل هذه النزاعات والتسويات على حد سواء، لا أحد يستعجل على خلاصه.. وحده البابا فرنسيس ذكرنا في صلاته اليوم، وتضرع في رسالة عيد الفصح إلى الرب لمساعدة لبنان الذي ما زال يبحث عن الإستقرار والوحدة حتى يتخطى الانقسامات و”ضيعان الصلا فينا ” لأن حكام هذا البلد توافقوا أخيرا، وبدأوا بإيفاد رسل وتسويات لتأجيل الانتخابات البلدية.. المتنفس الوحيد لاستمرار سير الدولة وعلى التمديد يتوافق الجميع وهم انفسهم يتفرقون في الرئاسة ويتناثرون اشلاء سياسية وعلى زمن قيامتين غربية اليوم وشرقية بعد اسبوع فإن المسيحيين خارج الاعياد الرئاسية.. يوافيهم المسلمون في الفطر السعيد ويتسابق الطرفان على التعطيل الاعياد جمعت الطوائف في شهر واحد ..وانتخاب الرئيس فرقهم الى يوم الدين .