حي على وزارة العمل، وإنما الأعمال بالوزارات وبترفيع شأنها وتدليلها لتنافس السيادية والأساسية والوازنة. وبعد حقن ما تبقى من حقائب بمورفين الخدمات، تتجه الاتصالات السياسية إلى ترميم التأليف وإنقاذه، عبر إقناع “القوات” ببديل لوزارة العدل قد تكون وزارة العمل.
حتى الساعة تؤكد مصادر “القوات” أن شيئا جادا لم يطرح عليها، وبالنسبة إلى “التيار الوطني” فإن الأمر انتهى وسبق السيف “العدل”، وما عاد ملف هذه الحقيبة قابلا للنقاش.
وإذا كانت “القوات” و”المستقبل” وبعض الخيرين يسعون لمخرج لا يحرج معراب، فإن عقدة توزير المعارضة السنية لم تشهد تقدما بعد، والطروح تنقلت بين حصة رئيس الجمهورية وحصة الرئيس المكلف، بين منة وهدايا، منحة ومكرمة ووديعة، في وقت خرجت المعارضة السنية من الانتخابات بأربعين في المئة من أصوات الناخبين، لكن السؤال الذي لم يطرح بعد: أين الرئيس نجيب ميقاتي، في ميزان “المستقبل”، أم إن قلبه يرف إلى المعارضة السنية؟، أم إنه نسي موقعه نائيا بنفسه حتى عن تحديد وضعه السياسي؟، فوفقا للمعايير الانتخابية، وفي حال تحالفه مع المعارضة، سوف يحصل الطرفان من خمسة وخمسين إلى ستين في المئة، هي حصيلة الأصوات خارج تيار “المستقبل”، وتقريشا لهذه الحصيلة، سوف يحق لكتلة ميقاتي والمعارضة بثلاثة وزراء وليس وزيرا واحدا متنازعا على هويته، مشطورا بين رئيسين، محسوبا على المعارضة بالدين.
فأين الرئيس النجيب؟، ولماذا لا يرتكب مبادرة للتحرك وضم الأصوات؟، إلا إذا كان قد تنازل ل”المستقبل” عن أصواته كعربون تقدير عن إشغال موقع سابق، وباع حصته النيابية كأسهم إلى الرئيس سعد الحريري.
والحريري بالحدث يذكر، حيث بدأ نواب أميركيون فتح دفاتر الماضي القريب ومقارنة تجربة الحريري بقضية الخاشقجي، إذ قال النائب بوب كوركر إن ولي العهد السعودي يرتكب أخطاء، من بينها اعتقال رئيس الحكومة ومقتل جمال الخاشقجي. لكن الدفاع الأميركي عن ولي العهد جاء من رأس الدولة، عندما حيد الرئيس دونالد ترامب الأمير محمد بن سلمان من دائرة المعرفة.
والجبهة لنأي ولي العهد عن حادث القنصلية اشتعلت، وتجلت في تصريح وزير الخارجية عادل الجبير الذي رأى أن مقتل الخاشقجي حدث جسيم، لكن محمد بن سلمان لم يكن على علم به. وإذ أبدى الجبير إصرارا على المحاسبة، كانت السعودية تنشر الجزء الثاني من مسلسل “ليلة الوفاة في القنصلية”، وتحدث مسؤول سعودي حكومي كبير لوكالة “رويترز” عن فريق من خمسة عشر أمنيا أراد إقناع خاشقجي بالعودة إلى المملكة للحيلولة دون تجنيد أعداء البلاد للمعارضين السعوديين، ووفقا للخطة كان خاشقجي سيحتجز في مكان آمن خارج اسطنبول بعض الوقت، ثم يفرج عنه إذا رفض في نهاية الأمر العودة إلى بلاده، وعندما رفع خاشقجي صوته أصيب أعضاء الفريق بذعر، وتحول الأمر إلى عراك معه، فحاولوا إسكاته وقيدوه وكتموا أنفاسه لتهدئته، لكنه مات ولفت جثته بسجادة وسلمت إلى متعاون محلي، ولم يتم تقطيعها كما تردد.
رواية على سجادة من بساط الريح طارت واختفت الجثة، لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وعد بتفاصيل وأدلة يوم الثلاثاء المقبل.