من الحجر الى الصاروخ، فدهسا دهسا حتى القدس.. هو السلاح الذي لم يترك للفلسطينيين خيارا آخر.. وهم شهود على منازلهم تفرغ من سكانها, وأطفالهم ينتزعون من عمق نعاسهم, وحاراتهم تجرف وتقتلع, وصمودهم ينزح الى قرى مجاورة تلك كانت جنين.. جنة الله على الارض، والمتمثلة في شعب مصنوع من صبر وأنين, يجبر على الهجرة من مخيم التهجير, ويصمد متحديا ترسانة اسرائيلية ودعما أميركيا وصمتا عربيا والنافذة الوحيدة للرد قد تأتي على صورة لا يتوقعها العدو.. كأن يدنس حسين خلايلة جسده بثوب جندي إسرائيلي ويستقل سيارة يدهس فيها مشاة كانوا يقفون قرب مركز تجاري في تل أبيب أو يافا، مدينة فلسطين المفتوحة على شراع وميناء وأحباء..
ورد ابن مدينة الخليل على جراح جنين قبل ان يسلم الروح على أيدي المستوطنين ومع استخدام اسرائيل كل ترسانتها الحربية لتدمير جنين.. فإنها تقف في جنوب لبنان عند مطل خيمتين اثنتين، وتهدد بانتزاع واحدة منهما منذ اسبوعين، وتعتزم تقديم شكوى الى مجلس الامن ضد لبنان لأنه يرفع الخيم في ارضه يترقب العدو رد المقاومة.. لكنه في الوقت نفسه يشتكي الى حيث لا تنفع الشكوى..
وحيث اسرائيل ووفقا لقرارات الامم المتحدة نفسها تحتل ارضا لبنانية، من مزارع شبعا الى تخوم الخيمتين وتلال كفرشوبا وجزء من بلدة الغجر التي قضمت منها بالامس نصفها الاخر وتبعا لواقع احتلال الارض فإن التاريخ لن يجد اوقح من هذا الكيان الذي يحتلك ويشتكي عليك لكن الايجابية في الامر ان أحدا من القوى اللبنانية ذات السيادة لم يتجاوب مع اسرائيل، ولم يجلس معها تحت اي خيمة من الخيمتين وتقرع اسرائيل طبول الخيام من دون ان تلتفت اليها مضارب بني لبنان، والتي تتجه انظارها الى سوريا حيث يتم اعداد الوفد الوزاري الى دمشق برئاسة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لبحث ملف النازحين وقبل توجه الوفد سيتم التشاور بين وزير الخارجية ونظيره السوري فيصل المقداد الذي عبر اليوم من مطار بيروت، وغادر من دون ان يلتقي بوحبيب.
وفي الداخل اللبناني ازمة نزوح في الملفات، يتقدمها غموض التدقيق الجنائي والذي تفصل عقده الاولي الجديد اليوم، وتكشف عن بنود لم يطلع عليها كبار المغردين وعلمت الجديد ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سيجتمع غدا بوزير المال يوسف خليل للتداول في ازمة “السرية” التي تحاط بهذا التقرير، ودور وزارة المال وتواصلها مع مصرف لبنان..
ورد الحاكم على مضمون ما ورد في نص الفاريز آند مارسل وملاحظاته عليه وفي مداولات ميقاتي وخليل.. موازنة عام ثلاثة وعشرين، والتي ستتضمن توحيدا لسعر الصرف حيث بدأت المساعي لهذا الاستحقاق تتسارع وتسابق مهلة انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان وعلم ان الرقم الموحد الذي تتم مناقشته هو استقرار السعر الرسمي على 83 ألفا,
ولكن كل هذه الاجراءات تصطدم بعقدة نهاية الولاية، حيث لم يتم التوصل الى اي من الصيغ لاستمرار رياض سلامة حاكم الظل وفي ملف الحاكم ما تبلغه لبنان اليوم عبر وزارة العدل.. إذ طلب الوزير هنري خوري موافقة القضاء الفرنسي على الطلبات المقدمة من قبل المحاميين الفرنسيين ايمانويل داوود وباسكال بو?ية المكلفين من قبل الدولة اللبنانية بإلقاء الحجز على الأموال والممتلكات العائدة الى حاكم المركزي ورجا سلامة وماريان الحويك وآنا كوزاكوفا لصالح الدولة اللبنانية…
وقد آثر سلامة عدم التعليق في انتظار ان تكشف فرنسا عن كامل الملف في السادس عشر من الجاري.. لكن لبنان وضع موطئ قدم في الاحكام الفرنسية، واصبح شريكا في استرداد الاموال والعقارات، من دون تركها للقضاء الفرنسي.