لبنان بلاد ممنوعة من السفر وبشهادة دبلوماسية رفيعة، اذ انضمت دول عربية الى بيانات تحذير الرعايا وإن تفاوتت الدعوات ولهجة التشدد بالمغادرة الفورية. لكنه وعلى المستوى الرسمي والسياسي لم يتم استيعاب الاسباب التي دفعت بالدول الى اعلان التخوف في وقت تجرى فيه تسوية الاوضاع الامنية في مخيم عين الحلوة. وهذا الوضع المقلق استدعى اجتماعا بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد بحضور مسؤولين من الاجهزة الامنية يمثلون الجانبين اللبناني والفلسطينين وجرى خلال الاجتماع البحث في الاجراءات اللازمة لتثبيت وقف اطلاق النار.
ومع تزايد رسائل التحذير الى الرعايا العرب في لبنان زاد الاستغراب سياسيا وعبر عن هذا التساؤل اجتماع عقده الوزير السابق وليد جنبلاط مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقال جنبلاط انه مع بري لم يفهما لماذا هذا التخوف من السفارات واعتبر جنبلاط ان الاحداث في عين الحلوة محصورة والجهود الفلسطينية واللبنانية ستؤدي الى حل. ولقاء بري جنبلاط المبدد للمخاوف الامنية فإنه لم يبددها سياسيا اذ قال بري للجديد ” لما يصير في نتائج بموضوع الحوار بين الحزب والتيار “سألوني اذا كنت مرتاح” واوضح انه تحدث مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان عن اللقاء الخماسي طارحا الحوار الوطني وليس الحوارات المتفرقة وحول التلويح بعقوبات تفرض ضده بوصفه امتدادا لحزب الله علق قائلا: انا امتداد لكل شيء..”انا بري وبحلاش عالرص”. والرص على ما يبدو سيكون غربيا لرئيس المجلس وعربيا ودوليا للموفد الفرنسي الذي يعود في ايلول وطرفه بالفراغ مبلول, حيث لا يحمل جديدا ولا يملك ضمانات ليقدمها لاي من الاطراف ,كما انه يزور لبنان مجهول باقي الهوية الرئاسية وكل اوراقه لا تتعدى الجمع والطرح اللبناني اللبناني على مشاورات ستحتفي بعد شهر من ايلول بالعام الاول على الشغور.
ولحين عودة المندوب السامي الفرنسي فإن الشروط ترتفع من كل حدب سياسي وصوب نيابي فحزب الله حمل على اميركا تحديدا وخاطب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الاميركيين بأن عليهم ان يعرفوا أن هناك من لا يستطيعون تجاوزه في هذا البلد وفيما رسائل حزب الله ذهبت نحو الولايات المتحدة فان البطريرك الراعي اعاد الازمة الى لبنانيتها وموارنتها على وجه التحديد وهو اذ يحمل المسؤولين تبعات الفراغ في المؤسسات المارونية الرفيعة فإنما يضع موارنة لبنان عند مسؤوليهم بالتسبب في هذا الفراغ واطالة امد الشغور. لكن القادة مسلمين ومسيحيين تعاهدوا على ضرب كل المواقع، وبات على السفارات اللبنانية في الخارج تحذير اللبنانيين من السفر الينا لاننا بلاد واقعة على كل الاخطار واصبحنا مخيما كبيرا بشعبين.