في سابقة لم يعرف مثلها مجلس النواب الاميركي، فإن التشريع والقوانين والقرارات البرلمانية في الولايات المتحدة اصبحت مقطوعة الرأس بعد عزل رئيس المجلس كيفين ماكارثي.
إجراء كهذا يحدث في دولة عظمى لا تزال مؤسساتها تفعل مقص المحاسبة , فيعزل رئيس مجلس النواب , ويسحب رئيس سابق من محكمة الى محكمة وصولا الى مساءلة الرئيس الحالي.
فمن مكارثي الى ترامب فبايدن، اسماء شخصيات من الصف الاول .. لم تحظ بحمايات وحصانات تمنع عنها المثول امام القضاء او الطرد من الوظفية .
صورة طبق الاصل عن مجتمع نقيض ومعاكس في لبنان , ترتفع الحصانات فوق رؤوس الرؤساء فتمنع المحاكمة , يتمدد الفراغ في الموقع الاولى ويتأبد الحكم في الموقع الثاني , ويقفل نبيه مكارثي البرلمان امام الجلسات الانتخابية المفتوحة.
وعلى الجلسات وتعطيلها تندلع يوميا التصريحات المضادة للانتخاب والمتسببة بحالات اكتئاب ولما شعر اللبنانيون بالضجر حيال مواقف القوى السياسية من فئة الرجال، لزمت الحرب الى نون النسوة فطارت البيانات على اوراق ناعمة بين ستريدا جعجع وعناية عزالدين، والاتهامات بالتعطيل بين السيدتين الفاضلتين قد ثبتت صحتها، لأن طرفي القوات والثنائي لم يقصرا في المهمة .. فئة خرجت تسللا، والفئة الثانية أعلنت ووثقت تعطيلها بالمواقف السياسية الظاهرة.
وتدور هذه الحرب على أرض لم تعد صلبة وتهتز تحت أقدام النازحين السوريين الذين اصبحت ازمتهم بحجم الحصار وبدا واضحا ان المعالجة الحكومية ستكون موضعية ولن تتخطى الدول الاوروبية الضاغطة لابقاء النازحين في أماكن وجودهم. فارووبا المقررة عن لبنان مصير القاطنين على اراضيه بشكل غير شرعي، تنظم لدولها ازمة الهجرة اذ اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على نص رئيسي لإصلاح سياسة الهجرة قبل انعقاد قمة التكتل المقررة الجمعة في مدينة غرناطة جنوب إسبانيا ومرة جديدة لسنا على خريطة هذه الدول ولا في حساباتها المالية وبالكاد ستعقد الحكومة اللبنانية اجتماعا لبحث الازمة سيقاطعها وزراء التيار ثم يضرمون معاركهم على المنابر ليخبرونا ان النزوح اصبح يهدد الوجود.
واليوم جمع وزير الداخلية بسام مولوي المحافظين ورؤساء البلديات واستحضر الارواح الاوروبية ليخلص الى ان بلدنا مش للبيع. وقف المجتمعون على المخاطر من دون تفكيكها وتم التأكيد عمليا ان ابواب الهجرة الى اوروبا مغلقة عبر البحر تطبيقا للقانون الدولي، و الاهم تطبيق القانون المحلي وطالما ان لبنان مطوق, واوروبا تمنع العودة, والهجرة غير متاحة دوليا, والحلول متوافرة من الخارج فإن اول حل في الداخل هو حل الجمعيات وبدء التحقيق معها لمعرفة مصدر اموالها واين تم صرفها. فإذا كان لبنان لا يقوى على الغرب …
فلتبدأ وزارة الداخلية من حواضر البيت .