أفرغت اسرائيل الشمال من شاغليه المستوطنين على طول خط النار مع الجنوب اللبناني، وعبأته إنذارات وصفارات وبث تخويف لسكان المناطق الحدودية اللبنانية/ والمرافقة لاعتداءات بالقذائف الصاروخية على قرى امامية/./ وتبرع وزير الحرب الاسرائيلي بالاعلان نيابة عن حزب الله ان الحزب سيخوض الحرب، لكن المقاومة كانت ترد على الاعتداء.. بالعملية/ والاستهداف بالاستهداف من دون ان تعدل في ميزان الردع/./ فيما كشف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن اتصالات تجري مع الحزب من اجل الا يشارك بشكل اوسع في العمليات، لكنه قال : ليكن واضحا أنه كلما تتالت الاحداث ونشأ ما يستدعي ان يكون تدخلنا اكبر فسنفعل ذلك .. فلا احد يمكنه توقع مدى اشتعال المنطقة وتوسع المعركة لأن الاسرائيلي الآن في حالة حيرة/./ وعلامات الحيرة الاسرائيلية تتجلى في قرار الدخول البري الى غزة والذي تعثر به نتنياهو منذ ان وضع الخرائط على الميزان الاميركي في مجلس الحرب الشهير/./ وبعد ان دفع كل من الرئيس جو بايدن ووزيري الخارجية والدفاع الاميركيين بنتنياهو الى المضي قدما في ما اعتبروه سحق غزة وتسويتها ارضا , تغير المناخ الاميركي حينما عاد الاركان الثلاثة الى واشنطن/./ وبايدن الذي بنى دعمه لاسرائيل على كذبة قطع رؤوس الاطفال/ وسعر الموقف وخمنه بمئة وستة مليارات مساعدات لاسرائيل واوكرانيا/ بدأ يواجه معارضة داخلية لانغماسه في الحرب/ اذ عقد عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي مؤتمرا صحفيا أمام مبنى الكابيتول بحضور شخصيات سياسية فاعلة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، طالبوا خلاله بضرورة وقف الحرب على غزة /في حين أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة “سي بي إس نيوز” أن قطاعا واسعا من الأميركيين لا يتوافقون مع سياسات الإدارة الأميركية فيما يخص التعامل مع الصراع الراهن/ ورفعت النائبة في الكونغرس رشيدة طليب الصوت عاليا ضد انحياز إدارة بايدن لإسرائيل ودعمه العدوان على غزة// وقالت إن معظم الأمريكييين في الولايات المتحدة يقولون للرئيس : “اليوم لسنا معك”/ والانقسام هذا ضم في عداده شخصيات يهودية رفضت قتل الانسانية باسم الديانة اليهودية. وبهذا الحاصل فان كل ما حفره بايدن من أنفاق انتخابية في صندوقة العام المقبل/ ارتد رفضا داخليا واعتراضا على تحويل اميركا من دولة عظمى الى كيان تابع لاسرائيل . وهو المصير نفسه الذي يواجهه رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك/./ فمع تعلقه بالذيل الاميركي زحفا نحو تل ابيب وزيارته الداعمة لاسرائيل بدأ يتلمس حزبه المحافظ نتائج خاسرة في انتخابات بعض الدوائر المحلية . والانحياز الغربي لاسرائيل انعكس اليوم على قمة القاهرة للسلام والتي حظيت للمرة الاولى بوحدة صف عربي اذ تمسكت كلمات زعماء الدول وممثليها بحق الفلسطينيين في دولة داخل ارضهم/ وشكل كل من مصر والعراق وفلسطين والكويت جسرا داعما لغزة وتقدمت كلمة رئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني بمضبطة اتهام ضد الكيان الصهيوني والشرعية الدولية على حد سواء وسجل السوداني ان الاحتلال مستمر في خرق اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحروب، والاتفاقية الرابعة التي توفر الحماية للمدنيين في الأراضي المحتلة”، مبينا أن “الكيان الصهيوني يواصل خرقه للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأكثر من ثمانية وسبعين قرارا لمجلس الأمن متعلقا بالقضية الفلسطينية”. ولاقت هذه الكلمة صدى مؤثرا وتناغمت مع موقف الكويت الذي أنصف القضية الفلسطينية . لكن الاعداء كانوا في قلب القاعة .. مع اصوات ممثلي الدول الغربية التي تمسكت بإدانة حماس وانتقل التباين الى خلاف في القاعة المغلقة ما دفع بالرئاسة المصرية الى اصدار بيان منفرد يؤكد ان الجمهورية المصرية لن تقبل ابدا بدعاوى تصفية القضية الفلسطنيينة على حساب اي دول في المنطقة
.
ومع انقسام المجمتمعين الى معسكرين : شرقا وغربا
كان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش ضيف شرف على القمة .. فدعا الى انهاء ” هذا الكابوس المروع ” ولم يستخدم منصب الامم لتهدئة الامم المجتمعة في القاهرة وغير المتحدة.