IMLebanon

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد المسائية ليوم الاثنين 23/10/2023 

غزة اضاءت بشهدائها, لمعوا من الليل حتى ساعات الفجر, تمكست ارواحهم بجدران البيوت فالتصقت بها هي الليلة التي تدلت منها عناقيد الحقد النارية, فالتهمت اجساد المدنيين وبينهم جيل من الاطفال على ايدي عدو من حمالي الحطب. فتبت يدا أبي لهب وتب.

وهو القرآن الكريم الذي داوى الاطباء بآياته جرحى المستشفيات بعد ان نفدت الادوية المخدرة العابرة للآلام وارتفعت غزة في ليلة واحدة على خمس وعشرين مجرزة  حيث اصبحت الضحايا ارقاما متناثرة تجاوزت الخمسمئة شهيد.

بحر الدم في القطاع كان يلاحق من بقيت فيه الروح الى داخل المشافي فينذرها بالاخلاء لكن الى العراء حيث لا مكان آمنا في غزة  بعدما حولت اسرائيل كل مساحاتها الى اهداف. وجريمة الحرب هذه لم يكن لها من اوصاف سوى الابادة المدججة بدعم غربي اميركي عالي التسلح بالعتاد والموقف معا.

وتجلى ذلك باتصال اجراه الرئيس جو بايدن مع زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا اذ قال البيت الأبيض إن “القادة أكدوا مجددا دعمهم لإسرائيل، وحقها في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب.

ومن خلال وحدة الموقف الاميركي الغربي مع اسرائيل , من دون ادانة واحدة لقتل الاطفال والنساء والمدنيين ,يتكون جسر عالمي مشارك بجرائم الحرب ضد الفلسطنيين في وقت تخالف شوارع هذه الدول  قرار انظمتها وتخرج يوميا بتظاهرات احتجاج  منددة بالعدوان على غزة ومحاصرتها انسانيا.

ومع اشتداد الحرب الصاروخية على القطاع فإن اسرائيل تعثرت في البر وفيما اعطتها واشنطن حق الدفاع عن النفس من خلال غاراتها الجوية فإنها ابعدتها كيلومترات عن الارض لعدم ضمان النتائج بريا والافساح في المجال ايضا امام حركة قطرية تعمل على خط الرهائن.

لكن نتنياهو وقبل الركلة الاميركية الى الخلف كان يعاني ازمة ثقة مع  القيادة العسكرية على خلفية الفشل المدوي في معركة طوفان الأقصى.

وكشفت يديعوت احرونوت إن “ثلاثة وزراء  على الأقل يدرسون الاستقالة من حكومة نتنياهو و تحميله المسؤولية. وأضافت أن “نتنياهو متردد بخصوص العملية البرية ويعرقل المرحلة التالية بل ويخشى التورط في الجنوب وفي الشمال لافتة إلى أنه “يمكن ل‍حزب الله أن يشغل إسرائيل بهذه الطريقة إلى الأبد.

تردد في البر وتراجع في الشمال لتبقى النيران متركزة على غزة. والجنوب على هذه الحال يتأهب ولا يدخل الحرب , لأن الاميركي الذي وضع ” ضبانات ” عسكرية لبنيامين نتنياهو بريا.

لجمه من المغامرة مع حزب الله عند خطوط الشمال. واذا كانت اميركا والعدو الاسرائيلي ودول غربية قد تجنبت فتح جبهة لبنان فإنها لم تدرج في حساباتها التحرك المفاجىء ل‍جبران باسيل على خطوط النار.

فالرجل قرر اطفاء الجبهات قبل ان تندلع وبدأ جولات وصولات سياسية  لاحتواء الوضع فالتقى الرئيس نجيب ميقاتي والزعيم وليد جنبلاط واجرى اتصالا “آمنا” مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله, لكنه وتجنبا للتنقل  بين المقرات, والمغامرة باتصال آمن,  كان يمكن له ان يفرج عن وزرائه لحضور جلسات مجلس الوزراء حيث إن جميع من يريد لقاءهم وايصال رسائل لهم, ممثلون داخل الحكومة فلماذا يرتكب المخاطرة ويدعي انه يقوم بمبادرة  زمامها في يد الاميركيين.